قصة إكتساب مملكة التوحيد لصواريخ نووية

نور16 يونيو 2020آخر تحديث :
قصة إكتساب مملكة التوحيد لصواريخ نووية

التفاصيل ?

‏- يقول عراب الصفقة الأمير بندر :

” جئت وطلبت من أصدقائنا الأميركان صواريخ أرض -أرض مداه 80 ميلًا واسمه لانس ، لكن طلبنا رُفض لأنه يشكل خطرًا على جهة ما (الكيان الصهيوني ) ، لذا ذهبنا وحصلنا على صاروخ مداه ١1600 ميل ، فهل يشكل ذلك خطرًا أم لا ؟! “

‏لطالما كان الدفاع أمرا حاسما بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية ، فالمخاطر التي تهددها هائلة نظرا إلى أنها تشترك في حدود مع سبعة بلدان متقلبة ذات نزعة عــسكرية، ولآنها نقطة ارتكاز زعامة العالم الإسلامي، وتقبع فوق نحو ثلثي احتياطي العالم من النفط .

‏وكان عهد ريغن في فترة يسودها
عدم اليقين والاضطراب في الشرق
الأوسط ، بعد رسالة ريغن إلى الملك فهد
أنه لم يستطع تأمين طلب المملكة طائرات 15-F وصواريخ “لانس” سنة 1985، وجه الملك فهد تعليمات مختصرة إلى سفير المملكة في أمريكا الأمير بندر :
“اجلبها من مكان آخر”.

– لكن من أين؟!

‏البلد الوحيد الذي كان بندر يعرف أنه
يبيع مثل هذه الأسلحة ، فضلاً عن روسيا، هي الصين ، ذهب الامير بندر حينها الى وزير الخارجية جورج شولتز وسأله ، هل من مانع إذا توجهنا للصين وقدمنا إليها عرضًا لا يمكن أن ترفضه ! وهو أننا سنشتري جميع الأسلحة التي تنوي بيعها لإيران ونعطيها للعراق ؟”‏استحسن جورج الفكرة ورحل ، من دون أن يدري الغطاء الذي كان بندر بحاجه إليه ليذهب إلى الصين ويتعامل معها ، لقد نجح الأمير في الواقع في توظيف “عملية المشعل” – وهي عملية أمريكية سعودية معدة لوقف تدفق الأسلحة على إيران –

. ‏كذريعة لحجب تقربه من الصينيين كي يحصل على ترسانة من الصواريخ البالستية الصنيية المعروفة بإسم “الريح الشرقية”قرر بندر مفاتحة السفير الصيني في واشنطن، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين المملكـة العربية السعودية والصين واعتراف المملكة بتايوان بشكل صـريح وهنا تتعقد الأمور ! ‏اعتــرف بندر أن “السفير أصيب بالدهشة قليلا”. وبعد شهر بدأ الحوار بين الصينيين والـسعوديين. اقترحت أسماء العديد من الأماكن لعقد اللقاء، منها بيجنغ والرياض.
وفي النهاية اقترح السعوديون باكستان،
وقبل الاقتراح.

‏اتفق بندر والسفير الصيني على أن يكون غطاء لقائهما صفقة بيع مواد بتروكيميائية، واصطحب الأمير وفدا كبيرا ضم اختصاصيين في البتروكيميائيات من الشركة السعودية الأكبر “سابك”.وخلف هذا الستار، التقى السعوديون بالصينيين مرتين. ‏حينها قال بندر لنظيره الصيني إن هدفه شراء صواريخ أرض – أرض للملكة والأسلحة التي كان الصينيون يبيعونها لإيران ، أوضح الممثل الصيني وزير الشؤون الخارجية أن عليه التشاور مع قيادته وما لبث بندر أن تلقى
دعوة إلى زيارة بيجنغ ‏كان التعامل مع الصينين يستتبع استبعاد أي علاقة مع تايوان ، إذ لا يمكن إقامة علاقات مع كلا البلدين ، مع ذلك فإن بندر رد بصراحة بالإجابة الوحيدة الصائبة : توجد لدى السعودية حاجة لم تستطع تلبيتها في مكان آخر ، والخياران الوحيدان هما الإتحاد السوفيتي أو الصين ، والمملكة تثق بالصين .

‏وقال بندر للصينيين ” الحاجة تعني فرصة وهي تتوقف على إتساع الرؤية لديكم ، وإذا كنتم تنظرون للأمر من زاوية أنه عين بعين ، فإنني أعتقد عندئذ أنكم لا تريدون الإتفاق ، وسأضطر إلى الرحيل ، ينبغي أن تنظروا للأمر على أنه فرصه ، والصديق وقت الضيق !

‏بعد صمت دام عشر ساعات ، وافقت الصين أخيرًا بعد شد وجذب في المفاوضات لإتمام عملية شراء الأسلحة وبعد أن تمت الموافقه أخبر بندر الملك فهد بإتمام الصفقة وأخبر الملك بأن لا يكذب على الأمريكان وبنفس الوقت لا يخبرهم عن الصفقة .

‏وبعدها أخبر الامير بندر وزير الخارجية جورج شولتز على الإتفاق الذي ستشتري المملكة بموجبه أسلحة صينية كانت متجهة لإيران ويصر بندر على القول بأنه لم يكذب على أصدقائه الأمريكان ، لقد قال لهم ما كان ينوي أن يفعله (شراء أسلحة وجهتها إلى إيران) !

‏اتخذ القرار بعدم الإعلان عن الصفقة إلا بعد إتمام تركيب الصواريخ في الصحراء على نحو آمن ، بعد شراء الصواريخ بقيت مسألة مهمة وهي كيف يمكن بناء الصوامع الضخمة اللازمة لتخزين الصواريخ في وسط الصحراء من دون إثارة شكوك الأميركيين !؟

‏ومتوقع مجيء عندد كبير من الصينيين لتركيب الصواريخ اختلق بندر ذريعة لوجود الصينيين ، فقاتح الأمريكان مجددًا أنه للتثبت من عدم تراجع الصينيين عن وعدهم بألا يبيعوا أسلحة لإيران ، رأت المملكة أن تعرض عليهم عقد بناء مستودع أسلحة جديد ، ومرة أخرى لم يكن للامريكيين أي اعتراض !

‏وهكذا لبى الامير بندر المعايير الصارمة للملك فهد بقول الحقيقة لكن ليس كل الحقيقة
كانت الأقمار الصناعية الاميركية تشكل أكبر تهديد بانكشاف الامر وعندما تم تكليف بندر بتحديد المقياس الزمني لمدار أي قمر صناعي ، أقر أن هناك خطر لإنكشاف كل الخطة .. ‏حينها توجه إلى مصادر معلوماته في وكالة الأمن القومي الأمريكية وجعلها تصدق أن العراق مرر إلى المملكة معلومات حول تعزيزات إيرانية في جنوب العراق ، بين الكويت والبصرة ، وبحجة الحاجة الملحة
إلى تأكيد صحة هذه المعلومات ‏قال للعملاء أن الرياض في غاية القلق وتطلب المساعدة الأمريكية على نحو عاجل ، أبلغت وكالة الأمن القومي بندر أنه سيحصل على المعلومات في اليوم التالي لكن بندر أصر
على ضرورة تلقي المعلومات الآن
نجحت الخدعة وسرعان ما أوضح أحد
عملاء الإستخبارات ‏أن سبب وجوب الإنتظار إلى يوم غد
أن أقمارنا تستغرق للوصول إلى المكان 12 ساعة يضاف لها 12 ساعة أخرى ومن ثم تنزيل البيانات ، ومن ثم شكره بندر على صدقه وارسل المعلومات الى الرياض وبفضل هذه المعلومات المتعقلة بالأقمار

‏استطاعت المملكة إبقاء موضوعي حيازة الصواريخ الصينية وتسلمها طي الكتمان مدة سنتين تقريبًا في وقت كان الامريكان والروس يوقعان لحظر الأسلحة النووية وهو إنجاز لا يستهان به لأي بلد , صواريخ ذات رؤوس نووية و حزمة كبيرة من الأسلحة مع مفاوضات صعبة ومعقدة تكللت بالنجاح ومن ثم اخفاء امرها

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل