وزارة الشؤون الدينية: تصريحات الريسوني اعتداء على دولتين شقيقتين

مسعود زراڨنية17 أغسطس 2022آخر تحديث :
وزارة الشؤون الدينية: تصريحات الريسوني اعتداء على دولتين شقيقتين

أصدرت اللجنة الوزارية للفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينية بيانا تستنكر فيه التصريحاتِ المثيرةَ المستفزَّةَ التي صدرت من المغربي المدعو أحمد الريسوني.

و جاء في بيان اللجنة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد،
فقد تابع أعضاء اللجنة الوزارية للفتوى ـ بكل استنكار ـ التصريحاتِ المثيرةَ المستفزَّةَ التي صدرت من الدكتور أحمد الريسوني، الذي حاول النيلَ من سيادة دولتين جارتين هما الجزائر وموريتانيا، دون مراعاة للأعراف والقوانين الدولية، ومبادئ حسن الجوار، فضلا عن الأخلاق الإسلامية التي لا ينبغي أن تَغِيبَ عن عمومِ الناس، فكيف بمن يدعي الانتساب إلى علوم الشريعة الإسلامية.
كيف لا، وقد تضمن كلامه تحريضا واضحا، ودعوة صريحة إلى الاعتداء على سيادة الدول، وقد سوّلت له نفسه ـ ظُلمًا وَعُدوَانًا ـ إثارةَ خطاب الكراهية، والدعوةَ إلى إشعال نيران الفتنة بين شعوب المنطقة ودولِها وحكوماتها، وهذا ما حذَّر الله تعالى منه في قوله: (والفتنة أكبر من القتل) [البقرة/217].
كما حاول يائسا أن يُلْبِسَ هذه الأوهامَ والشبهاتِ لباسَ الجِهادِ، وأن يربطه بعلل ومناطات وهمية واهية، لا يؤيدها دين ولا عقل، ولا تاريخ ولا واقع، وهو بذلك قد تماهى فيما تدعو إليه الجماعات الإرهابية المتطرفة.
وإذا كان لابد من توضيح الواضحات، فإننا نذكر صاحب هذه التصريحات الخطيرة الرعناء، بأن الجهاد الحقَّ هو الذي رفع رايته آباؤنا وأجدادنا في هذه الربوع المباركة حينما استجابوا لنداء الدين والوطن، وقاموا ضد الاستدمار الفرنسي الغاصب، وضحوا في سبيل ذلك بأموالهم وأنفسهم، ممتثلين في ذلك لقوله تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) [الحج/39]، وهو ذات الجهاد الذي يحمل جذوته اليوم أبناء الشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني المحتل.
وإن اللجنة الوزارية للفتوى تدرك يقينا بأن شعوب المنطقة كلها واعية كل الوعي، لهذه المؤامرات التي تحاك ضدها، ولن تزيدها هذه المحاولات البائسة اليائسة إلا رفضا لخطاب الكراهية والعداوة الذي تثيره هذه الأصوات والأبواق، ولا يثنيها ذلك عن التمسك بأخوتها ووحدتها الإسلامية، والحفاظ على مصالحها، والدفاع عن مصيرها المشترك، استمساكا بهدي الله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانا …) [آل عمران/103]
والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

بيان اللجنة الوزارية للفتوى
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل