قوجيـــل : مخلفات وأفكار “الكولونيالية القديمة” تسعى إلى خلط الأوراق في العلاقات القائمة بين الجــزائـــر وفرنسا

عمار18 مارس 2023آخر تحديث :
قوجيـــل : مخلفات وأفكار “الكولونيالية القديمة” تسعى إلى خلط الأوراق في العلاقات القائمة بين الجــزائـــر وفرنسا

ل رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل اليوم السبت، إن مخلفات وأفكار “الكولونيالية القديمة” لا تزال موجودة ضمن المصفوفة الكولونيالية الجديدة الرامية الى ضرب كل تقارب بين الشعبين الجزائري والفرنسي والتي تسعى جاهدة الى خلط الأوراق في العلاقات القائمة بين البلدين.

وفي بيان اصدره مجلس الأمة، برئاسة المجاهد صالح قوجيل  عشية الإحتفال بالذكرى الواحدة والستين (61) لعيد النصر الموافق 19مارس 2023، استحضر قوجيل  بعض الأحداث التي عان منها الشعب الجزائري خلال فترة الاستعمار الفرنسي. على غرار ما يقارب من 2293 تفجير أودت بحياة 700 جزائري. وتفجير مكتب التوظيف بميناء الجزائر. وحريقي المكتبة الوطنية و الجامعية بالعاصمة حيث أتلف 600 ألف عنوان. واغتيالات لمجموعة من النساء الجزائريات العاملات في البيوت الأوروبية أثناء توجههن للعمل صباحًا في عملية سميّت بـ”عملية فاطمة”.

وجاء في البيان أنه “و إذ نستحضر كل هذه الأحداث المؤلمة و السلوكات الهمجية المتطرفة المرتبطة بالكولونيالية القديمة، فإنه من المؤكد بأن مخلفاتها وأفكارها لا تزال موجودة ضمن المصفوفة الكولونيالية الجديدة الرامية الى ضرب كل تقارب بين الشعبين الجزائري و الفرنسي و التي تسعى جاهدة الى خلط الأوراق في العلاقات القائمة بين البلدين كما سعى أسلافهم إلى نسف إتفاقيات إيفيان ومحاربة إستقلال الجزائر” .

وفيما يلي النص الكامل للبيان:

“بأعناقٍ تشرئِبُ الأفق، متطلعةٍ لغدٍ أفضل، في جزائر جديدة تنحو بخطى ثابتة نحو الأمام، بقيادة السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية، نُحيي الذكرى الحادية والستين (61) لعيد النصر.. هذه الذكرى، التي كُتبت ذات 19 مارس من العام 1962، بعد مفاوضات دامت عشرة (10) أشهر إلاّ قليلاً، تُوّجت بوقف القتال، وأذنت بانبلاج فجر الجزائر المستقلة، ففي مثل هذا اليوم، من شهر مارس، شهر الشهداء، الذي بدأت، بفضله، تتجلى ملامح الدولة التي حلُم بها الشهداء، بفضل جسارة أبنائها، الرافضين للانبطاح والعيش في ظل الأكبال، كان فيها الشعب هو البطل الوحيد والأوحد، وإذ نفتخر، بأشاوس الجزائر من الشهداء والمجاهدين نساء ورجال في ساحات الوغى، وعبقرييها المفاوضين على طاولات الحوار وعلوّ همّتهم، نتذكر أولئك الذين رسموا أروع صور البطولة والفدائية والاستبسال وضحّوا وسقطوا في ميدان الشرف، لنتوجه بالإكبار والعرفان إلى مجاهداتنا ومجاهدينا الأخيار، فحقّ للأجيال الحاضرة والمقبلة أن تتباهى بهم وتحفظ صنائعهم …

ومهم التذكير بأن التوصل إلى وقف إطلاق النار، كانت خطوةٌ لم ترُق لفئة من دُعاة “الجزائر فرنسية’، على رأسها منظمة الجيش السري (OAS)حيث خرجت من سريتها، وترجمت تطرفها وهمجيتها بمواقف علنية وعمليات إجرامية، وانتهجت سياسة الأرض المحروقة قصد بلوغ أهدافها، حيث تسببت هذه المنظمة الإرهابية، في مقتل العديد من الضحايا، كما قام هذا التنظيم السري بما يقارب من 2293 تفجير أودت بحياة 700 جزائري وواصلت عملياتها الإجرامية بعد التوقيع على إتفاقيات ايفيان بتفجير مكتب التوظيف بميناء الجزائر ،وحريقي المكتبة الوطنية و الجامعية بالعاصمة حيث أتلف 600 ألف عنوان، وفُجرت المختبرات والقاعات…واغتيالات لمجموعة من النساء الجزائريات العاملات في البيوت الأوروبية أثناء توجههن للعمل صباحًا في عملية سميّت بـ”عملية فاطمة”… كما إغتالت منظمة الجيش السري الإرهابية ببن عكنون بالعاصمة، الأديب الجزائري والمفكر مولود فرعون رفقة أصدقائه من رؤساء المراكز الاجتماعية التربوية… ومعها عديد الجرائم النكراء من بينها تفجيرات وهران (ساحة الطحطاحة) وعنابة واغتيال مرضى كانوا يتلقون العلاج بمستشفى مصطفى باشا حاليا و عيادة بوفريزي ببوزريعة.

و إذ نستحضر كل هذه الأحداث المؤلمة و السلوكات الهمجية المتطرفة المرتبطة بالكولونيالية القديمة، فإنه من المؤكد بأن مخلفاتها وأفكارها لا تزال موجودة ضمن المصفوفة الكولونيالية الجديدة الرامية الى ضرب كل تقارب بين الشعبين الجزائري و الفرنسي و التي تسعى جاهدة الى خلط الأوراق في العلاقات القائمة بين البلدين كما سعى أسلافهم إلى نسف إتفاقيات إيفيان ومحاربة إستقلال الجزائر .

و من هذا المنطلق فإن مجلس الأمة يعتبر بأنه، إذا كان نوفمبر في الماضي هو رمز الكفاح من أجل استقلال الجزائر، فإن نوفمبر بمفهومه المتجدد هو الحفاظ على سيادة الجزائر وإبقاء كلمتها مرفوعة في المحافل الدولية، والشعب الجزائري الذي لم يرضح للعبودية والاستبداد ولم يستكن للظلم والهوان، لطالما وضع سياجاً فاصلاً بين الشعب الفرنسي وفرنسا الاستعمارية… و تجنب على الدوام الوقوع في براثن من يتربصون به الدوائر من لوبيات وقوى تتوجس خيفة من أي تقارب في المسافة السياسية والإنسانية بين البلدين… كما أن “ذكرى عيد النصر ” ، تُذَكرنا أيضا بضرورة مواصلة الكفاح من خلال التنمية والعلم والمعرفة وتكاتف الجهود والتضامن من أجل المزيد من الانجازات في مسار بناء الوطن وتعزيز مكاسب الاستقلال بقيادة السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية، وفاءاً لعهد الشهداء والتضحيات الجسام لشعبنا الأبي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل