بوتين يقرّ استراتيجية جديدة للسياسة الخارجية: ‎واشنطن أكبر تهديد عالمياً

نور31 مارس 2023آخر تحديث :
بوتين يقرّ استراتيجية جديدة للسياسة الخارجية: ‎واشنطن أكبر تهديد عالمياً

وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، استراتيجية جديدة للسياسة الخارجية لبلاده روسيا الاتحادية، تقدم الولايات المتحدة على أنها المحرض الرئيسي على معاداة روسيا ومصدر “تهديدات وجودية” لموسكو.

وقال بوتين خلال اجتماع مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي: “وقعت اليوم مرسوماً ينص على المفهوم الجديد للسياسة الخارجية الروسية”.

وأضاف الرئيس الروسي مبرراً تبني هذه الخطة الجديدة: “لقد تطلبت منا التغييرات الجذرية في المجتمع الدولي أن نعدل بجدية وثائق التخطيط الاستراتيجي الرئيسية، ومن بينها مفهوم السياسة الخارجية لروسيا، والذي يحدد مبادئ ومهام وأولويات النشاط الدبلوماسي”.

وأشار بوتين، بحسب وكالة نوفوستي، إلى أن وزارة الخارجية، جنباً إلى جنب مع الإدارات الأخرى، بذلت جهوداً مضنية لجعل الوثيقة تتماشى مع الواقع الحديث. وأكد أن وزارة الخارجية هي التي ستنسق تنفيذ المفهوم.

كما طلب بوتين إيلاء اهتمام خاص لتوسيع العلاقات مع الشركاء البناءين وتهيئة الظروف للدول المعادية للتخلي عن سياساتها المعادية لروسيا.

وتحدد هذه الوثيقة المناطق والأهداف والقضايا ذات الأولوية للأنشطة الروسية الخارجية، لتكون بمثابة خريطة طريق لوزارة الخارجية الروسية وبقية الوزارات.

وأكد وزير الخارجية سيرجي لافروف “الطبيعة الوجودية للتهديدات الناتجة من سلوك الدول المعادية”، متهماً الولايات المتحدة بأنها “المحرض الرئيسي وقائد أوركسترا الخط المناهض لروسيا”.

وقال لافروف: “بشكل عام توصف سياسة الغرب المتمثلة في إضعاف روسيا بأي وسيلة بأنها نوع جديد من الحرب الهجينة”.

وأضاف أن استراتيجية السياسة الخارجية الروسية الجديدة تقوم على مبدأ أن “الإجراءات المعادية لروسيا التي تتخذها الدول غير الودية ستواجه باستمرار، وبقسوة إذا لزم الأمر”.

وتحدد الوثيقة المكونة من 42 صفحة التغييرات التي طرأت على نظرة روسيا إلى العالم – لا سيما علاقة المواجهة المتزايدة مع الغرب – والتي تبلورت بالفعل وغالباً ما أوضحها بوتين في السنوات الأخيرة.

وقال لافروف إن بدء ما تسميه موسكو “عمليتها العسكرية الخاصة” في أوكرانيا أدى إلى “تغييرات ثورية” في الشؤون العالمية يجب أن تنعكس الآن في وثيقة السياسة الخارجية الرئيسية لروسيا.

ووصفت الوثيقة، وهي كتيب للدبلوماسيين الروس، الولايات المتحدة بأنها التهديد الرئيسي للاستقرار الدولي ومحرك “لخط مناهض لروسيا”، لكنها تقول أيضاً إن موسكو تسعى إلى “التعايش السلمي” و”توازن المصالح” مع واشنطن.

وتدعو روسيا إلى الحفاظ على “الاستقرار الاستراتيجي” مع الولايات المتحدة – في إشارة إلى القدرات النووية للبلدين – على الرغم من تعليق معاهدة ستارت الجديدة، وهي آخر اتفاقية متبقية للتحكم في الأسلحة النووية بين الجانبين، في فبراير.

وحددت روسيا القضاء على “هيمنة” الولايات المتحدة والغربيين “أولوية” لها، معتبرة أنها “حضارة” تدافع عن الناطقين بالروسية.

وجاء في الوثيقة أن “روسيا ستعير اهتماماً ذا أولوية بالقضاء على ما تبقى من هيمنة الولايات المتحدة ودول أخرى معادية في الشؤون العالمية”.

وتنص الوثيقة على أنه “يمكن لروسيا استخدام القوات المسلحة لصد ومنع هجوم مسلح على نفسها و(أو) حلفائها”.

وأعلنت روسيا في عقيدتها الجديدة للسياسة الخارجية أن الصين والهند هما شريكان رئيسيان لموسكو على خلفية عزلتها حيال الغربيين، لافتة الى عزمها على تطوير العلاقات مع إفريقيا وأميركا اللاتينية.

واوردت الوثيقة، التي نشرت على موقع الكرملين، وتحديداً في الفصل المخصص للصين والهند، أن “التعميق الشامل للعلاقات والتنسيق مع مراكز السلطة والتنمية العالمية الصديقة، الواقعة في القارة الأوراسية، يحظيان بأهمية خاصة”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل