تجريم أفعال الغش في الامتحانات: استخدام التكنولوجيا لمكافحة الظاهرة

مسعود زراڨنية1 يونيو 2023آخر تحديث :
تجريم أفعال الغش في الامتحانات: استخدام التكنولوجيا لمكافحة الظاهرة



نظم مجلس قضاء الجزائر يوما دراسيا تحت عنوان “تجريم أفعال الغش في الامتحانات”، اليوم الخميس. تم التأكيد خلال هذا الحدث على ضرورة الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة لمنع ومكافحة الغش خلال سير الامتحانات النهائية المقبلة.

وفي مداخلته خلال هذا الحدث، أكد إسحاق دراج، ممثل القطب الجزائي المتخصص في مكافحة الجرائم المتصلة بتكنولوجيا الإعلام والاتصال، أن القطب اتخذ تدابير وقائية وإجرائية تعتمد على التكنولوجيا المتطورة لمكافحة ظاهرة الغش قبل وأثناء الامتحانات النهائية لشهادات التعليم في مختلف المراحل.

وأوضح دراج أن الهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيا الإعلام والاتصال قد شكلت لجنة وطنية تتولى دراسة ورصد الصفحات الإلكترونية المشبوهة في مواقع التواصل الاجتماعي قبل إجراء الامتحانات، بهدف تحديد هوية أصحابها ووقف نشاطها.

وأضاف أن هذه اللجنة، التي تضم ضباطًا يمثلون مختلف الأجهزة الأمنية وقضاة وممثلين عن وزارة التربية الوطنية ووزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، تراقب الصفحات المشبوهة التي تنشر معلومات مغلوطة وكاذبة حول تسريب مواضيع الامتحانات وتعمل على وضع حد لهذه الممارسات.

من جانبه، أكد موسى عثمان، النائب العام لدى مجلس قضاء الجزائر، أن الغش في الامتحانات يعتبر عملًا مشينًا ينتهك مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين المترشحين، خاصة في الامتحانات النهائية. وأشار إلى أن التشريع الجزائري قد تصدى لهذه الظاهرة، خاصة عندما يتعدى الغش البسيط إلى التسريب الواسع لمواضيع الامتحانات.

وأوضح عثمان أن العقوبات المفروضة بشأن الغش في القانون تتراوح بين 3 و15 سنة سجنًا نافذًا، وأنه تم تشديد العقوبات في حالة تسريب مواضيع الامتحانات النهائية أو الإجابات بشكل واسع مما يؤدي إلى إلغاء الامتحانات جزئيًا أو كليًا.

وحذر جمال حفيف، أستاذ بجامعة الحقوق في الجزائر العاصمة، من تفاقم ظاهرة الغش بين طلاب الجامعة نتيجة لضعف الوازع الأخلاقي وغياب الضمير. وأشار إلى أن هؤلاء الطلاب يعتمدون على التكنولوجيا المتطورة لممارسة هذا العمل المشين.

وشدد على أهمية دور الأولياء في دفع أبنائهم لاستخدام طرق مراجعة صحيحة وحفظ المواد بدون اللجوء إلى الغش.

وطالب المشاركون في الحدث بتفعيل دور وسائل الإعلام من خلال إعداد برامج هادفة لمكافحة ظاهرة الغش في الامتحانات وتوعية المترشحين بالأضرار التي تنتج عن ممارسة هذا السلوك الخطير، وتسليط الضوء على تأثيره على المستوى التعليمي والسلوكي للطلاب.

كما دعوا المؤسسات التعليمية إلى اعتماد استراتيجية شاملة لمكافحة الغش في الامتحانات، تشمل دراسات تخصصية منسقة لفهم عوامل ظاهرة الغش وتطوير حلول متخصصة لكل عامل من هذه العوامل.

وأكدوا على ضرورة عقد ندوات دينية لتوعية المترشحين بمخاطر الغش في الامتحانات وتوضيح تعارضها مع مبادئ الدين والقيم التربوية. يجب أن يُعرف الطلاب بمخاطر هذا السلوك الغير أخلاقي.

في النهاية، تم التأكيد على أهمية تكثيف الجهود لمكافحة ظاهرة الغش في الامتحانات من خلال تبني استراتيجيات شاملة وتعاون جميع الجهات المعنية، بما في ذلك السلطات القضائية والأمنية ووزارة التربية ووسائل الإعلام والأهالي. يجب أن يتم التركيز على تعزيز الوعي والمسؤولية والأخلاقيات لدى الطلاب وتوفير بيئة امتحانية نزيهة وعادلة للجميع.
المصدر الاذاعة الجزائرية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل