” #حادثة_بيروت…الهزات الإرتدادية”

عمار11 أغسطس 2020آخر تحديث :
” #حادثة_بيروت…الهزات الإرتدادية”

بين تلك البساتين والتلال التي تصب أطرافها لبنان بأذيال الشام تحترق قلوب و أرواح في مدينة خلقت للسلام ولكن السلام لا يرتضيها مقاما، قبل اسبوع تعالت على فوهة بيروت اشباح الدخان الختامية على نار طال اشتعالها ، اياماً وسنوات وحتى قرون ، في لبنان لم ينامو هنيئا منذ زمن ،”كوابيس بيروت” تلاحقهم في احلام واقعهم ، رائحة البارود و الفساد زكمت الأنوف بدل ندى الورد ، و ليلة الخلاص ابعد ما يرتجى ، في لبنان يحلمون بلمحة كهرباء في ظلام أخرس و ورد أحمر وسط احمر الدماء.

ساوى انفجار بيروت انفجار السكان ،كان القشة التي قسمت ظهراً كَثُر الحِمل عليه ، و القطرة التي افاضت كأساً امتلأ عن اخره ، تقول حكايات الإعلام متحدثة ، الرد المساوي في الشدة خرق قوانين الفيزياء هذه المرة فلم يسر عكس الإتجاه ، قبل يومين سارت مسيرة الإنفجار الإرتدادي عن كبير الإنفجارات ، انفجار اليوم اشباحه كانت دوي الرصاص ، و شخوسه كانت الأرواح التي وصفت بالمتمردة رغم انكسار اجنحتها ، قالوا ان الفساد او “العهر السياسي” اشترى بما فيه الكفاية في جبال الأرز ، لم يبقى الا الإحتجاج ليكون النغمة و التهديد ليكون الوزن ،هذه هي الصورة من شوارع بيروت اليوم ،تعود بالذاكرة الى حرب لبنان الأهلية رجاء ألا تتكرر ، المصيبة انها نفس الصورة ،وحتى حالة الطوارئ التي فرضت لم تخرس احداً ، والغاز المسيل للدموع بدى تافها امام الدموع على القتلى ،دموعه لم توقف المد ، لقد وصلوا الى مبنى البرلمان و” احاطوه ” ، اقتحموا وزارة الخارجية و افتداهم 283 مصابا بدمائهم ، حتى وزارة الإقتصاد لم تسلم ،أموالها لم تعن احدا في زمن السراء ، وحتى المساعدات المرسلة لم تصل ايً منهم في زمن الضراء ،اشعلوا النيران في المباني التجارية فعُملتهم لم يعد يرجى منها غِنىً ولا سمنة ، وصلوا وزارة البيئة واقتحموا جمعية المصارف ، زاروا وزارة الطاقة لأن النترات سببت الكارثة . التاريخ في لبنان اعاد نفسه فمن هو الأحمق في الحكاية ؟ ،كارثة عظمى المت ببيروت ، لبنان {الكبير} وصل اقصى درجات الصِغر ،و الإنفجار كان فقط صياغة مختلفة ” لزلزال كبير” حرك كل شيء، فعليا كل شيء ، رد 171 قتيلا ،بلا تفرقة عاملهم الإنفجار ،كأسنان المشط ،اغتال الكبير و الغني ، الصغير و الفقير حتى ديمبلوماسيو المانيا و سفارة هولندا لحق بهم فتيله ، وضع 40 أخرين في لائحة المفقودين ، و احتمال ان تكون رحمته تركت ناجين هو أضئل ما يكون ، حتى أولئك الذين جاؤو لينقذوا ضحاياه ردهم هم الأخرين ضحايا ، حتى انه ضرب مستشفياتهم ، نعم ، هكذا رويدا رويدا لا يريد الإنفجار ان يبقى احد ليحكي عنه ، يرى ان هذا هو الجبروت الحقيقي ، نهمه كله قد يكون افرغه في الضربة التي ناولها للإقتصاد اللبناني ، ضربة اقل {اقل} مايكون عنها انها كانت قاضية ، 5 ملايير دولار عدت كخسائر ، و القمح “غادر” لم يعد قادر.

حينما قلنا ان انفجار السكان لم يكن اقل من انفجار المبنى لم نكن نهذي ، و كل تلك {الزيارات } الى الوزارات لم تكن اقل شأنا من {زيارات الإنفجار} الى المستشفيات ، انفجارهم نسف الرؤوس و سواها ارضاً ، حكومة حسان دياب كلها باتت في طيات الماضي ، الكل غسلوه و نشروه في شرفاتهم ، لم يتركوا احدا . لسنا ضدهم ، من حق الشعب اللبناني أن يعرف حقيقة ما حدث في مرفأ بيروت وأن تُطبق العدالة على المتسببين فيه ، الكل هناك في لبنان كان يتنصل من المسؤولية ،حتى بدى لنا ان ماكرون هو الرئيس وليس ميشيل عون ، و لكن حبل الكذب قصير وانفه طويل ، و العاهرة مكروهة في كل مكان و فضيحتها ستكون بجلاجل ، في لبنان بدأ القضاء يتحرك بالفعل ، رؤوس مثل المدير السابق للجمارك شفيق مرعي و رئيس جهاز أمن الدولة طوني صليبا هي “Already” وراء القضبان ، و جحيم السجون ما زال في صراخه المشترك مع عويل السكان يقول “هل من مزيد ؟”

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل