إيلي كوهين … الجاسوس الذي كاد يكون رئيسا لسوريا

نور26 أغسطس 2020آخر تحديث :
إيلي كوهين … الجاسوس الذي كاد يكون رئيسا لسوريا

إيلي كوهين ، ولد في 26 ديسمبر 1924 يهودي من اصل سوري حلبي، ولد بالإسكندرية التى هاجر اليها احد اجداده سنة 1924.
وفي عام 1944 انضم ايلي كوهين إلى منظمة الشباب اليهودي الصهيوني في الإسكندرية وبدا متحمسا للسياسة الصهيونية على البلاد العربية
‏وفي سنة وبعد حرب 1948 اخذ يدعو مع غيره من اعضاء المنظمة لهجرة اليهود المصريين إلى فلسطين وبالفعل في عام 1949 هاجر أبواه وثلاثة من أشقاءه إلي فلسطين المحتلة بينما تخلف هو في الإسكندرية .وقبل ان يهاجر إلى الكيان الصهيوني عمل تحت قيادة (إبراهام دار) وهو أحد كبار الجواسيس الصهيونيين .
‏الذي وصل إلى مصر ليباشر دوره في التجسس ومساعدة اليهود علي الهجرة وتجنيد العملاء، واتخذ الجاسوس اسم( جون دارلينج) وشكل شبكة للموساد بمصر نفذت سلسلة من التفجيرات ببعض المنشأت الأمريكية في القاهرة والإسكندرية بهدف افساد العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية
‏و في عام 1954 تم إلقاء القبض على أفراد الشبكة في فضيحة كبرى عرفت حينها بفضيحة لافون، وبعد انتهاء عمليات التحقيق كان إيلي كوهين قد تمكن من إقناع المحققين ببراءة صفحته إلي أن خرج من مصر عام 1955 حيث التحق هناك بالوحدة رقم 131 بجهاز أمان لمخابرات جيش الدفاع الصهيوني
‏ثم أعيد إلي مصر ولكنه كان تحت عيون المخابرات المصرية التي لم تنس ماضيه فاعتقلته مع بدء العدوان الثلاثي ضد مصر في أكتوبر 1956.
بعد الإفراج عنه هاجر إلي فلسطين المحتلة عام 1957، حيث استقر به المقام محاسبا في بعض الشركات, وانقطعت صلته مع “أمان” لفترة من الوقت ، ‏ولكنها استؤنفت عندما طرد من عمله وعمل لفترة كمترجم في وزارة الدفاع  ولما ضاق به الحال استقال وتزوج من يهودية من أصل مغربي عام 1959. وقد رأت المخابرات  في ايلي كوهين مشروع جاسوس جيد فتم إعداده في البداية لكي يعمل في مصر


‏ولكن الخطة ما لبثت أن عدلت، ورأي أن أنسب مجال لنشاطه التجسسي هو دمشق. وبدأ الإعداد الدقيق لكي يقوم بدوره الجديد, ولم تكن هناك صعوبة في تدريبه علي التكلم باللهجة السورية, لأنه كان يجيد العربية بحكم نشأته في الإسكندرية.
‏ورتبت له الموساد قصة ملفقة يبدو بها مسلماً يحمل اسم (كامل أمين ثابت) هاجر وعائلته إلى لاسكندرية ثم سافر عمه إلى الأرجنتين عام 1946 حيث لحق به كامل وعائلته عام 1947 وفي عام 1952 توفى والده في الارجنتين بالسكتة القلبية كما توفيت والدته بعد ستة اشهر وبقى كامل وحده هناك
‏يعمل في تجارة الأقمشة. وتم تدريبه على كيفية استخدام اجهزة الارسال والاستقبال اللاسلكي والكتابة بالحبر السري كما راح يدرس في الوقت نفسه كل اخبار سوريا ويحفظ اسماء رجالها السياسيين والبارزين في عالم الاقتصاد والتجارة مع تعليمه اصول الايات القرآنية وتعاليم الدين الإسلامي.
‏وفي 3 فبراير 1961 غادر ايلي كوهين تل أبيب إلي زيوريخ, ومنها حجز تذكرة سفر إلي العاصمة التشيلية سنتياجو باسم كامل أمين ثابت، ولكنه تخلف في بوينس ايرس حيث كانت هناك تسهيلات معدة سلفا لكي يدخل الأرجنتين بدون تدقيق في شخصيته الجديدة.
‏وفي الارجنتين استقبله عميل  يحمل اسم (ابراهام)حيث نصحه بتعلم اللغة الاسبانية حتى لا يفتضح امره وبالفعل تعلم كوهين اللغة الاسبانية وكان ابراهام يطلب منه ارتياد النادي العربي في بوينس للتعرف على بعض السوريين ، وممن تعرف عليهم عبداللطيف الخشن رئيس تحرير جريدة ” العالم العربي ” ‏التي تصدر باللغة العربية، وقادته هذه المعرفة إلى التعرف على كثيرين من رجال الأعمال السوريين وحضور الكثير من الحفلات التي تقيمها الجالية العربية والبعثات الدبلوماسية وبناء على توجهات مدربه ، أخبر كوهين الخشن في شهر مايس عن نيته القيام بجولة في بعض الدول العربية
‏للترويج للشركة السياحية التي يعمل فيها ، وزوده الخشن برسائل إلى أصدقائه ومن بينها رسالة إلى ابنه كمال في دمشق يوصيه فيها الاهتمام ب” كامل أمين ثابت “
أعلن كوهين أنه قرر تصفية كل أعماله العالقة في الأرجنتين ليظل في  دمشق مدعيا حب الوطن. وبعد أقل من شهرين من استقراره في دمشق، تلقّت أجهزة الاستقبال في الموساد أولى رسائله التجسسية التي لم تنقطع على مدى ما يقرب من ثلاث سنوات، بمعدل رسالتين على الأقل كل أسبوع.

وفي الشهور الأولى تمكّن كوهين أو كامل من إقامة شبكة واسعة من العلاقات المهمة مع ضباط الجيش والمسؤولين الأمنيين وقيادات حزب البعث السوري. وكان من المعتاد أن يزور أصدقاؤه في مقار عملهم، وكانوا يتحدثون معه بحرية عن تكتيكاتهم في حالة نشوب الحرب مع إسرائيل ويجيبون على أي سؤال فني يتعلق بطائرات الميغ أو السوخوي، أو الغواصات التي وصلت حديثا من الإتحاد السوفييتي و الفرق بين الدبابة ت-54 وت-55 وغيرها من أمور كانت محل اهتمامه كجاسوس. وكانت هذه المعلومات تصل أولا بأول إلى تل أبيب  ومعها قوائم بأسماء وتحركات الضباط السوريين بين مختلف المواقع والوحدات. وفي سبتمبر 1962، صحبه أحد أصدقائه في جولة داخل التحصينات الدفاعية بهضبة الجولات وقد تمكّن من تصوير جميع التحصينات بواسطة آلة تصوير دقيقة مثبتة في ساعة يده أنتجتها الموساد  و المخابرات الأمريكية. ومع أن صور هذه المواقع سبق أن تزود بها الكيان الصهيوني  عن طريق وسائل الاستطلاع الجوي الأمريكية، إلا أن مطابقتها مع رسائل كوهين كانت لها أهمية خاصة سواء من حيث تأكيد صحتها، أو من حيث الثقة بمدى قدرات الجاسوس . وفي عام 1964 زوّد كوهين قادته في تل أبيب بتفصيلات وافية للخطط الدفاعية السورية . وفي تقرير آخر، أبلغهم بوصول صفقة دبابات روسية من طراز ت-54 وأماكن توزيعها وكذلك تفاصيل الخطة السورية التي أعدت بمعرفة الخبراء الروس لاجتياح الجزء الشمالي من إسرائيل في حالة نشوب الحرب. وازداد نجاح كوهين خاصة مع إغداقه الهدايا على مسؤولي حزب البعث السوري

‏اكتشاف الجاسوس :
في عام 1965، وبعد سنوات من العمل في دمشق، لاحظ السوريون أن الكثير من قرارات الحكومة السورية تصل إلى تل أبيب ، ويتم بثّها في الإذاعة الإسرائيلية باللغة العربية. فهم السوريون فوراً بأن«جاسوساً مقرّباً من القيادة السورية يعمل لمصلحة الكيان الصهيوني» وبدأوا بالبحث عنه ‏واستطاع السوريون عن طريق أجهزة روسية متطورة إيجاد المكان الذي يبثّ منه إيلي معلومات لتل أبيب  بعد أن رصدت  رسالة مورس  من المبنى الذي يسكن فيه  وتم القبض على ايلي كوهين  و أعدم في ساحة عامة  في 18 ماي  1965.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل