خواطر-“لكل رؤية”

عمار16 سبتمبر 2020آخر تحديث :
خواطر-“لكل رؤية”

مثلي مثلكم كنت تلميذاً شاباً في الثانويةِ يوماً ما ، كنت أدرس كل شيء ، كل الألوان و الفصول و مع ذلك كان ينتابني شغف كبير و انتظار حار لحصة التاريخ للحديث عن أعلام الأمة العربية و الإسلامية في سابق العقود و الأزمنة ، بطبيعة الحال لم أكن اهتم للأسماء فقط ،أي لم أكن أخذ الأمور على علاتها مباشرة ، أحلل و أناقش و أطيل في المناقشة ، كنت متأكداً أن كل عالم ” و حتى يسمى بالعالم” سيقدم الغالي و النفيس من أجل نهضة بالأمة ، و هذا مادفعني للتساؤل ، لماذا لم تنهض أمتنا منذ عصور رغم هذا الكم الهائل من العلماء ذوي السمعة و الصيت ، التفكير و الإستنباط و مشاورة عقول الأخرين جعلوني أصل إلى “رؤية” ، مثلي مثل الجميع لا أجزم بأنها صحيحة و لكنني اجتهدت و لكل مجتهد نصيب ، اجتهادي في النهاية أتى بنصيبه هو الأخر ، أدركت أن المشكلة ليست في علمائنا رحمهم الله و أكرم مثواهم ، المشكلة أن كل منهم ورغم اجتهاده الخالص إلى أنه كان يرى مصطلح ” النهضة و التقدم” من منظوره الخاص فقط ” فيرى محمد عبده مثلا أن المشكلة هي فقط في الدين” هو ليس خاطئاً في اعتباره لأن الدين عماد الحياة ، و لكن دعني أستشيرك دون تعصب ، هل انتهاج الدين “فقط لا غير” سيجعلنا ننشأ حضارة كاملة ، أو تضن ان أؤلئك الذين سقطت خلافتهم كانوا كغرة أو ضعاف دين ؟ ، عزيزي القارئ ، الحضارة أو “النهضة” لكي تسمى كذلك يجب أن تشتمل في أفكارها و روحها و حلولها على جميع المجالات ، لا أن تقتصر على مجال واحد مهما كان هذا المجال ، لو لم يكن الأمر كذلك لما أمرنا الله عز وجل بأن “نسعى في الأرض” اذا ما “قضيت الصلاة “.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل