خواطر-“بلا عنوان ، مثلك !

م .ك4 نوفمبر 2020آخر تحديث :
خواطر-“بلا عنوان ، مثلك !

خواطر-“بلا عنوان ، مثلك !”

قبل سنوات مضت كنت تلميذا في الطور الثانوي ، لنقل كنت ذلك التلميذ المجتهد أحيانا و المشاغب في أحيان أخرى ، لم أكن معتدلا لسبب لا أستطيع فهمه لحد الأن بصراحة لأنني و بالمناسبة لم أتغير و لحد الأن في الجامعة لازلت نفس الشخص ، رغم أنني أعترف أن أيامي في الجامعة صقلتني و جعلتني نوعا ما أكثر انضباطا مما كنت عليه سابقا . شيئ أخر لم يتغير في حياتي ايضا ، أو بعبارة ملاحظة لاحظتها في أساتذة و أشخاص عاصرتهم في الماضي و حاليا و حتى اماكن ومواضع أخرى وهو عدم الإعتراف بما قدمه الأخرون من مستوى جيد أو من إبداعات فردية و محاولة اصطياد الأخطاء في مجهودات الأخرين ، و دعني أضرب لك مثالا : كان أحد أقرباء زميلي أستاذا جامعيا في مادة الأدب العربي ، و كان زميلي هذا و مجموعة أخرى في مشروع بحث في الأدب العربي بقي له أسبوع فقط للتسليم و لم يكونوا قد كتبوا حرفا واحدا منه بعد ، و لأنهم أرادوا نقطة ممتازة و إعتبارا حقيقيا فقد قرروا أن يلتقوا بقريب زميلي هذا ليدلهم على طريقة إنجاز بحث “لا مثيل له” ، و لأنه أستاذ لا يبخل (وهذه شهادة مني شخصيا) فقد منحهم استراتيجيةً مثلى جعلتني أذكر ذلك البحث لحد الأن و زملائي لازالو يذكرونه لحد الأن ايضا بطبيعة الحال لأنه كان عملا رائعا بحق . و لكن كيف يا ترى كان تفاعل أحد الطلبة “النجباء” في قسمنا حين عرض البحث ؟، صحيح أن البحث احتوى على بعض الأخطاء “الطفيفة” و لكن امتيازه و روعته و دقته تجعل أي شخص “طبيعي” ليس في قلبه حسد و ليس له حسابات يمنح كلمات طيبة و يرفض أن يظهر نفسه على أنه الوحيد “المتحاذق” الذي كشف أخطائهم على مرأى و مسمع من الجميع بينما قد يكون بعضهم حتى قد أخفى لهم أخطاء سابقة و رفض ان يكون صيادا لغلطاتهم، و مع كل احترامي لكل الناس سأخبرك ياعزيزي أنت و امثالك الذين يحملون نفس عقليتك المريضة و السقيمة أنك فقط كانت بك غيرة أو شعرت بنغص ما في قلبك من أدائهم البارع الذي أثبته فيما بعد حصولهم على العلامة الكاملة يا عزيزي بينما تخلفت انت و تحاذقك عن ركب الأوائل ، كثيرون هم من مثلك و نحن نراهم في حياتنا ، لا يمدحون شخصا على ابداعه و لكنهم يتسابقون لإصطياد الأخطاء ، و إن إرتابك بعض الشك يامن تقرأ هذا المقال من انك قد تكون موضوهنا فإعلم أنك المقصود فعلا ، و أنا هنا صريح جدا و بالتالي لن أكذب عليك ، هؤلاء مثبطون في طريقك لا معينون عزيزي القارئ فلا تتردد في التخلي عنهم و معاتبتهم ، أقول قولي هذا رغم أنني كنت قد أخبرتك مراراً بأن تستمع لمن يعينك على تجاوز الأخطاء و لكن لا أنصحك بإتباع ذلك الشخص الذي يعشق اصطياد فضائحك و غلطاتك و يتناسى أنك أنت “السيد مبدع و السيد منتج” الذي تقل الشوائب و تكثر الدرر في كلامه و أفعاله، من يحبك فعلا و يكره خطئك ،سيقول لك أولا أحسنت لإحسانك و يرشدك فيما بعد على انفراد، و بعيدا عن جو الفضح و التقاط الغلطات كما تفعل البهائهم للفرائس الضعيفة ، لأنه لن يهتم لأخطائك و لمصلحتك “فعلاً” سوى من يحبك و يحترمك فعلا لا نفاقا ، ستجده فخورا بك في جماعة و ستحبه و تحترمه رغما عنك يا أخي ، بينما تجد الأخر يرتدي ثوب “السيد منتقد” فقط ليتناسى بعض الألم الذي سببه له عمل غيره ، ولكي أزيدكم ألماً يا أغلب صيادي الأخطاء سأخبركم بسر “هم على الأقل يلبسون مما ينتجون لا لصوص مالم ينتجوا” ..ليلتهم سعيدة أو غير سعيدة ؟ ما رأيك ؟.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل