إيزابيل إيبرهارت، المرأة التي التهمتها بادية الجزائر

نور20 ديسمبر 2020آخر تحديث :
إيزابيل إيبرهارت، المرأة التي التهمتها بادية الجزائر

ايزابيل ايبرهارت هي رحالة، مستكشفة، كاتبة وصحفية سويسرية، ولدت عام 1877 بجنيف. كانت والدتها امرأة أرستقراطية، ووالدها رجل دين، تعلمت الكثير من اللغات في صغرها من بينها اللغة العربية، كما حصلت عل كتاب في النظام النحوي في اللغة الأمازيغية وتعلمتها عبره وهي لم تبلغ الخامسة عشر بعد من عمرها ~

وعندما بلغت الخامسة عشرة من العمر قرأت اعلانا صغيرا نشره ضابط فرنسي مصاب بالسأم خلال تأديته الخدمة العسكرية في الجزائر، فسارعت للكتابة اليه، وسرعان ما نشأت بين الاثنين قصة حب عبر المراسلة، وقررت لقاءه فغادرت النمسا إلى الجزائر. وبعد رحلة طويلة وشاقة اكتشفت انه لا يطابق مواصفات فارس الأحلام الذي تخيلته ~
سافرت ايبرهارت إلى الجزائر لأول مرة في ماي 1897 مع أمها في محاولة للاثنتين بدأ حياة جديدة، بعدها اعتنقتا الإسلام هناك وانحازتا لهذا الدين، توفيت أمها فجأةً في عنابة ودفنت تحت اسم فاطمة منوبية وفقا للتقاليد الإسلامية، بعد فترة قصيرة من وفاة أمها، انخرطت وتضامنت مع الجزائريين في محاربتهم للاستعمار الفرنسي. بعد ذلك بسنتين توفى أبوها وقد كان اعتنق الإسلام هو الآخر ~
بعد ذلك سافرت إلى أماكن عدة في شمال إفريقيا، مستكشفة ومحققة تارة أخرى أخذت إيزابيل منذ سنوات شبابها الأولى مسافة عن الأوروبيين وعن الحضارة الأوروبية وقررت العيش كـ «مسلمة» بل وتنكّرت بزيّ رجل بدوي. بعد وفاة والدتها، عاشت لمدة أشهر عديدة متنقّلة من مكان إلى آخر.
نفتها السلطات الفرنسية إلى مرسيليا لتعاونها مع الجزائريين، قبل أن تقابل جزائريا يحمل الجنسية الفرنسية في مرسيليا اسمه سليمان، فتزوجا وعاد بها إلى الجزائر وبالضبط إلى مدينة العين الصفراء/ النعامة عام 1902.

توفيت إيزابيل في فيضان طوفاني في عين الصفراء يوم 21 أكتوبر 1904. كانت تقطن بيت مأجر في الصحراء مع زوجها، وانهار البيت الطيني في الفيضان، كان عمرها 27 سنة فقط، وجد عناصر الجيش الفرنسي ايزابيل ميتة غرقا تحت أنقاض بيتها، وكانت تمسك بيديها مخطوطا كبيرا هو عبارة عن كتاب تأملات وملاحظات خطت فيه مسارها ومسيرتها القصيرة والحافلة، وعنونته ب”المتسكع” بينما نجا زوجها وتوفي بعدها سنة 1907.

كتب عنها الكاتب الجزائري سعيد خطيبي رواية عنوانها “40 عاما في انتظار إيزابيل” صدرت قبل عامين، وفازت بجائزة كاتارا للرواية العربية ~

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل