يتمتع بعض البشر بدرجة لا يمكنك تصورها من الجشع ، حتى يصل الأمر بهم أنفسهم إلى عدم القدرة على تصديق كم الجشع الخاص بهم . مع ذلك ، تجدهم يتكلمون و كأن كل واحد فيهم هو “أبو العتاهية” الخاص بزمانه ، لا يكفون عن الكلام عن الزهد و الرضا يما قسمهم لهم الله . و دعني أبسط الأمر أكثر. قرائة الإعلانات أو السماع عن صفقات البيع “الصغيرة و الكبيرة منها على حد سواء ” كفيلة بأن تكشف لك أسوء ما في النفس البشرية من جشع . فالفتى يريد أن يبيع هاتفه النقال العتيق و ربما المعطل بسعر فلكي يتجاوز القيمة الفعلية لذلك الهاتف بأشواط فقط لأن في نفسه جرعة من نرجسية تجعله يقدس أشياءه و مقتنياته و قبل ذلك نفسه و يظن أن الأخرين لا يفهمونه و لا يسعهم أن يروا مايراه هو ببصيرته و علمه “اللامحدود” الذي يتدفق إلى كل المجالات و الشُعب . ببساطة . ببحث بسيط حولك و داخل مجتمعك ستجد أن الطيور على أشكالها تقع ، كل الناس يعانون من هذه المشكلة . فلا أحد ينعم بما يملك أبداً إنما الجميع ينتظرون فرصة أفضل ، مذعورين قلقين.
ثقافة وفن