يستمر العدوان الصهيوني على غزة لليوم الـ82 توالياً، إذ كثَّف طيران الاحتلال خلال الساعات الماضية غاراته الجوية وقصفه المدفعي مستهدفاً عدة مناطق في القطاع مخلّفاً مئات الشهداء والجرحى.
وأفادت وسائل الإعلام ، أن طائرات الاحتلال الصهيوني شنّت سلسلة غارات على المناطق الوسطى من قطاع غزة، فيما قصفت مدفعيته بشكل مكثّف مدينتي رفح وخان يونس جنوباً.
وأشارت إلى أن طائرات الاحتلال وسفنه الحربية عمدت إلى تشكيل حزام ناري على منطقة وسط قطاع غزة، إذ طال القصف عدة مناطق كان أبرزها مخيمات المغازي والبريج والنصيرات.
وجنوباً أفادت العجرمي بأن قوات الاحتلال أطلقت وابلاً من الصواريخ على منازل المدنيين في رفح ما أدى لاستشهاد وإصابة العديد منهم بينهم نساء وأطفال.
وفي رفح، ذكرت مراسلتنا أن عدداً من الإصابات وصلت للمستشفى الكويتي جراء قصف منزل لعائلة العمصي بالقرب من ميدان النجمة وسط المدينة، كما قصف طيران الاحتلال منزلاً في مخيم الشابورة.
وذكرت مراسلتنا أن القصف تزامن مع استمرار الاشتباكات الضارية في عدة نقاط بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال وخاصة في مخيم جباليا شمالاً.
من جانبها، أفادت مصادر طبية لوكالة “وفا”، أمس الثلاثاء، باستشهاد 10 مدنيين إثر غارة صهيونية استهدفت منزلاً جنوب القطاع، بينما تواصل طائرات الاحتلال إطلاق النار بكثافة في المنطقة الشمالية الشرقية لخان يونس.
كما شنّت طائرات الاحتلال غارات على بني سهيلا جنوب القطاع، إضافة إلى قصف مدفعي استهدف المناطق الشرقية والشمالية من غزة، ومنطقة جحر الديك جنوباً.
وقالت “وفا” إن عدداً من النازحين أصيب بجروح في قصف مدفعي صهيوني استهدف مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة خان يونس، الذي يؤوي آلاف النازحين.
وأضافت أيضاً أن طيران الاحتلال الحربي استهدف كذلك مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
يأتي ذلك فيما تتواصل المعارك الضارية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال بعدة مناطق من القطاع، إذ نشرت كتائب القسام، مشاهد لعملية استدراج قوة صهيونية لأحد المنازل في مدينة بيت حانون شمالي غزة، إذ فجَّر مقاتلو القسام 3 عبوات أفراد وعبوة تصادمية وعبوة شواظ ما أدى لمقتل جميع أفراد القوة.
وعرضت القسام صوراً تظهر بعضاً من مقتنيات وسلاح هذه القوة استولت عليها عقب الهجوم.
كما نشرت كتائب القسام مشاهد لما قالت إنها عملية استهداف قوة راجلة صهيونية متوغلة في منطقة مسجد الشيخ زايد بمدينة غزة.
من جانبها، قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها وكتائب القسام، تمكنتا من استهداف 5 آليات عسكرية صهيونية في محاور التقدم بجباليا البلد شمالي قطاع غزة.
وكذلك أعلنت سرايا القدس قصف عسقلان وسديروت برشقات صاروخية.
وفي آخر حصيلة للخسائر البشرية، أعلنت وزارة الصحة في غزة، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الصهيونية على القطاع إلى 20 ألفاً و915 شهيداً، و54 ألفاً و918 مصاباً، منذ 7 أكتوبر الماضي.
وقال متحدث الوزارة أشرف القدرة، في بيان: “ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني إلى 20 ألفاً و915 شهيداً، و54 ألفاً و918 إصابة منذ 7 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي”.
وأوضح أن الجيش الصهيوني “ارتكب خلال 24 ساعةً الماضية نحو 18 مجزرة بحق عوائل بكاملها راح ضحيتها 241 شهيداً و382 إصابة”.
على الجانب الآخر، أقرّ الجيش الصهيوني بإصابة 43 عسكرياً في معارك غزة خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وفي وقت سابق اليوم أعلن الجيش الصهيوني مقتل ضابط وجندي وإصابة 4 آخرين بجروح خطيرة خلال معارك الليلة الماضية، لترتفع حصيلة قتلاه منذ بدء الحرب إلى 491 ضابطاً وجندياً وفق إعلاناته.
وفي سياق الحرب الصهيونية الشاملة على غزة، وصفت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيز التهديدات الإسرائيلية برفض منح تأشيرة الدخول لموظفي الأمم المتحدة بأنها “تهجّم لا مبرر له وينم عن جبن أخلاقي”.
وأضافت: “لا يمكن لأحد أن يكون حراً إلا إذا كان الجميع أحراراً”، ودعت لتحقيق ذلك من خلال إعلان وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الأسرى من الصهاينة والفلسطينيين، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين.
وفي تدوينة أخرى اعتبرت ألبانيز ما يهدف إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والنواب الصهاينة تحت مسمى “التهجير الطوعي” لسكان غزة بأنه جريمة.
إنسانياً، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، الثلاثاء، الأمم المتحدة الإعلان رسمياً عن انتشار المجاعة في قطاع غزة بسبب الحرب الهوجاء.
وأشارت في بيان إلى أن “جميع التقارير الصادرة عن الجهات الدولية والأممية المختصة بقضية الغذاء والتغذية تفيد بأن المواطنين في قطاع غزة يعانون نقصاً عاماً وحاداً في الغذاء”.
وقالت إن تلك التقارير “تؤكد انتشار الجوع على نطاق واسع بين الأسر الفلسطينية التي تمضي أياماً كاملة من دون الحصول على أي طعام، وأن أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة يتضورون جوعاً”.
وأشارت الخارجية كذلك إلى أن ” 1.9 مليون نازح موجودون في مراكز الإيواء يتعرضون لجوعٍ شديد، وأن 50 ألف امرأة حامل في مراكز الإيواء بلا ماء ولا دواء ولا رعاية صحية”.