سكان غزة يروون كيف استقبلوا عودة الاتصالات بعد انقطاع 34 ساعة: «مش مصدقين»

Ibtihel Laouar29 أكتوبر 2023آخر تحديث :
سكان غزة يروون كيف استقبلوا عودة الاتصالات بعد انقطاع 34 ساعة: «مش مصدقين»

34 ساعة هي المدة الزمنية التي انعزل فيها سكان قطاع غزة عن العالم، وذلك عقب انقطاع الكهرباء وشبكات الإنترنت والاتصال عن نحو مليوني إنسان بفعل قيادة جيش الاحتلال الصهيوني، والانفصال عن الواقع الذي يعيشه القطاع من قصف مكثف من قبل الطائرات الحربية الصهيونية والذي كان كفيلاً بأن يزرع القلق والعجز في قلوب الملايين من البشر باختلاف جنسياتهم وانتماءاتهم الدينية، فكيف استقبل سكان غزة خبر عودة الإنترنت والاتصالات بعد هذا الانقطاع؟

عودة الاتصال والإنترنت إلى قطاع غزة

ومع مطلع فجر اليوم الأحد جاءت الأخبار مبشرة بأن شبكات الاتصال عادت للعمل بشكل جزئي داخل غزة، وظهرت معها فيديوهات وصور الصحفيين والنشطاء التي التقطوها داخل القطاع أثناء انقطاع الاتصال على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، فيس بوك وإنستجرام وتويتر «إكس»، لتتصدر جملة «إحنا لسه أحياء وعايشين» منشورات سكان القطاع المنكوب، والتي استقبلها المتابعون بالفرحة والتهليل والتكبير، وعلى الرغم من المجازر التي ارتكبتها آلة القتل الصهيونية إلاّ أنّ مقاطع الفيديو كانت مزيجا بين فرحة عودة التواصل مع العالم وتوثيق المجازر وبين الألم على فقد مزيد من الشهداء واكتظاظ أسرة المستشفيات بالجرحى، جرّاء غارات جيش الاحتلال الصهيوني المتواصلة على منازل المدنيين.

توثيق مجازر الاحتلال الصهيوني

ويقول صالح الجعفراوي، ناشط وصحفي ثلاثيني، من سكان قطاع غزة، إنّه وثق بهاتفه المحمول عددا كبيرا من المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق المدنيين نتيجة القصف المتواصل، متابعا: «ما كان في شبكات جوال للتواصل عشان نعرف وين مكان القصف، وبالتالي كنت أنا وعدد من الصحفيين متواجدين في ساحة مجمع الشفا الطبي، ولما بنسمع صوت القصف بنحاول نحدد مكانه ونتحرك على هذا الأساس».

من جهة أخرى ازدحمت خطوط وشبكات الهاتف بآلاف الاتصالات لاطمئنان أفراد العائلة على باقي أسرتهم، وتقول لانا العطار، 30 عاما، إنها من سكان جنوب قطاع غزة، بينما تقطن أسرتها شمال المدينة، وقطع الاتصال تسبب في اختفاء أخبارهم: «كنا بنموت مرتين، مرة من القصف ومرة من العزلة، ما طلع شيء في أيدينا عشان أطمن على أمي وأخواتي، بس الحمدلله كلمتهم أول ما رجعت الشبكات، وهما بخير بس بيتنا انقصف». 

الأمر لم يكن مقتصرا على سكان القطاع فقط، فقد مرّت الساعات بطيئة وثقيلة على الفلسطينيين خارج غزة، بينما لا تزال أسرهم تحت قصف المقاتلات الصهيونية

ويقول ماجد المصري، 35 عاما، أحد سكان غزة المقيمين في الأردن، إنّه لم يذق طعم النوم منذ الإعلان عن قطع الاتصالات، ويتابع: «قعدت فوق 30 ساعة بحاول اتصل بعيلتي وأرسلت لهم رسايل إني مش تاركهم لحالهم وبحاول بكل الطرق أوصلهم»، لتنهمر دموعه مع أول رد على اتصالاته المتكررة: «لما أمي ردت ما كنتش مصدق إن الجوال فيه شبكة وإنهم عايشين، ألف حمد وشكر يا رب».

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل