الفريق سعيد شنقريحة يعزي في وفاة المجاهد قمامة محمود

نور25 يوليو 2020آخر تحديث :
الفريق سعيد شنقريحة يعزي في وفاة المجاهد قمامة محمود

وقال الفريق شنقريحية في رسالة التعزية:” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا”

ببالغ الأسى وعميق التأثر، وبقلب خاشع متضرع إلى الله مؤمن بقضائه وقدره، تلقيت نبأ الفجيعة التي إنما ألمت بكامل الأسرة الثورية نبا انتقال المغفور له إن شاء الله محمود قمامة المجاهد النائب عن ولاية تمنراست وأحد أعيانها وأشرافها المشهود له برجاحة العقل ودماثة الخلق وطيبة المعشر المجاهد المخلص الذي أفنى عمره وجهده في خدمة الجزائر وشعبها، رحمه الله برحمته الواسعة واسكنه فسيح جنانه والذي لبى داعي ربه وانتقل إلى رحمة الله وعفوه جعله الله في دار الخلود، وأمام هذا المصاب الجلل، لا يسعني إلا أن أعرب لكم أصالة عن نفسي ونيابة عن كافة أفراد الجيش الوطني الشعبي عن أصدق عبارات التعازي وأخلص مشاعر التعاطف والمواساة داعيا الله العلي القدير أن يشمل الراحل بغامر رحمته وأن يتقبله قبولا حسنا في جنات الخلد وأن ينزله منزلا مباركا بين الشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

وإذ نشاطركم أحزانكم في هذا المصاب الأليم الذي لا راد لقضاء الله فيه، لا يسعنا إلا نرفع أكفنا ونتضرع إلى المولى العلي القدير، أن يجعله من الذين يجدون ما عملوا من خير محضرا، وأن يتغمد روحه الطاهرة برحمته التي وسعت كل شيء، وأن ينقيها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأن يطهرها بالماء والثلج والبرد، وأن يتقبل نفسه المطمئنة إن شاء الله في جنته وعباده صادقا فيه قوله تعالى: “يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي”.

رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه مع الذين رضي الله عنهم من عباده الصالحين. كما أسأله جلت قدرته أن يفرغ على قلوبكم جميل الصبر والسلوان وأن يأجركم في مصابكم هذا ويبدل أحزانكم صبرا جميلا وثوابا ويرزقكم موفور الصحة والعافية وطول العمر ويبقيكم ذخرا للوطن وأن يرزقكم الأمن والأمان والسلامة، ومثلكم في قوة الإيمان لا يزيده هذا الابتلاء في الأهل إلا تجلدا واحتسابا بحسن الجزاء عند الله.

نعم، في هذه الأيام المباركات من تاريخ جزائرنا الحبيبة، يطيب لي أن أعبر عن مدى سعادتنا واعتزازنا وافتخارنا بهذا الشرف العظيم الذي ناله السيد قمامة محمود صدق ووفاء وثبات على العهد الذي قطعه بالإبحار مع إخوانه بسفينة الجزائر إلى بر الأمان، لكم أن تفتخروا بمسيرته المليئة بالمآثر والبطولات، وعلى ما قدمه في مواجهة الاستعمار رفقة الرعيل الأول من شباب نوفمبر من خدمة جليلة لهذا الوطن الغالي، الذي نال سيادته واستقلاله بفضل تضحياتهم وإقدامهم، لكم أن تفتخروا بصدقه وبعد نظره في المشاركة في كتابة تاريخ بلادنا بكل جدارة واستحقاق، لما قدمه من عمل جبار في خدمة ولايته وبلاده، ووحدة الشعب .

إن قوة إيمانه بثقل ونبل المهمة الملقاة عل عاتقه، وعقيدته الراسخة بتحقيق أهداف الثورة المظفرة، وعزمه وإصراره على المضي قدما، ذللت الصعاب أمامه، وأبعدت العراقيل من طريقه، وأكسبته البصيرة التي جعلته يتعامل مع الشدائد بكل سهولة، بطولات وأمجاد لم تكن وليدة الصدفة، وإنما هي نتاج مشوار حافل بالأمجاد والبطولات من أعمال جليلة في خدمة هذا الوطن الغالي، ومن قبله من تضحيات جسام طيلة الكفاح المسلح والمستميت في سبيل الحرية والانعتاق.

” كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام”، “إنا لله وإنا إليه راجعون”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل