الرئيس تبون يؤكد على ضرورة تحقيق انطلاقة جديدة لقطاع الإعلام تؤسس لصحافة قوية ومؤثرة

نور7 مايو 2023آخر تحديث :
الرئيس تبون يؤكد على ضرورة تحقيق انطلاقة جديدة لقطاع الإعلام تؤسس لصحافة قوية ومؤثرة

أكد رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون, على ضرورة تحقيق انطلاقة جديدة لقطاع الإعلام تؤسس لصحافة قوية ومؤثرة، مبرزا أهمية ترتيب البيت والانتظام في نقابات وهيئات تمثل الصحفيين وتنقل انشغالاتهم.

وفي لقائه الإعلامي الدوري بث مساء السبت على القنوات التلفزيونية والاذاعية, وتميز بفتح نقاش موسع مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية استمع فيه رئيس الجمهورية إلى انشغالاتهم ورد على تساؤلاتهم, أعرب الرئيس تبون عن قناعته بضرورة إحداث انطلاقة جديدة للإعلام الوطني, معتبرا أن المؤسسة الإعلامية هي “وسيلة ضرورية لكل بناء ديمقراطي ولدينا أمل في بناء يمقراطية مسؤولة, لأنه بدون إعلام مسؤول ومهني لن نذهب بعيدا”, مضيفا أن دستور 2020 دعم حقوق الصحافة وعزز حرية التعبير.

وأكد على ضرورة “وجود مؤسسات إعلامية وطنية كبيرة تؤدي دورها في ردع أعداء الوطن والتصدي للهجمات الخارجية التي تتعرض لها البلاد, وهذا انطلاقا من كونها مدرسة تكون أجيالا وتساهم في تنوير الرأي العام”, متأسفا لتركيز الإعلام الجزائري على الأحداث المحلية وغياب صحافة مختصة.

وبهذا الصدد, حث رئيس الجمهورية الإعلام الوطني، لا سيما العمومي منه, على إعادة الانتشار وتحسين مستوى أدائه, مبرزا أهمية تواجد الجزائر في إفريقيا إعلاميا من خلال فتح مكاتب لوسائل الإعلام العمومية.

وذكر من جهة أخرى بأهمية مرحلة تقييم وتقويم الإعلام الوطني للانطلاق في عملية إعادة البناء, داعيا الصحفيين إلى عقد جلسات وتنظيم أنفسهم والانتظام في نقابة قوية وإنشاء هيئة عليا لأخلاقيات المهنة بما يسمح بطرح انشغالاتهم أمام الحكومة من جهة وتجنب تعرضهم لمتابعات قضائية من جهة أخرى.

وبخصوص التقرير الأخير لمنظمة “مراسلون بلا حدود”, رد رئيس الجمهورية بالقول: “نحن على علم بخفايا هذا النوع من التصنيفات”, واصفا التركيز على أن الجزائر ليست بلدا للحريات ب”الافتراء”, وأكد أن “التصنيف الذي نأخذه في الحسبان هو تصنيف منظمة الأمم المتحدة لحيادية مؤسساتها”.

وبعد أن ترحم على أرواح الصحفيين الجزائريين الذين راحوا ضحايا الإرهاب الهمجي, دعا الرئيس تبون الصحفيين إلى “التحلي بالروح الوطنية العالية”, مؤكدا أن “الجزائر كبيرة جدا وحري بنا أن نكون في مستواها”.

وأضاف بالقول أن “المسؤولية ليست كرسيا أو برنوسا أحمر, بل هي أن تحمي شعبك وأن لا تتغاضى عن أخطاء المسؤولين وتحميهم, فمن أخطأ عليه أن يدفع الثمن”.

وفي رده عن سؤال بخصوص مشروع المدينة الإعلامية, كشف رئيس الجمهورية أن وضع الحجر الأساس لهذا المشروع سيكون يوم 5 يوليو القادم بمناسبة ذكرى استرجاع السيادة الوطنية, مؤكدا أنه سيحرص على أن يتم إنجازها في “أقرب وقت”, بحيث ستضم إلى جانب مقري التلفزيون الجزائري والإذاعة الوطنية, مبنى لدار الصحافة.

وفيما يتعلق بملف الذاكرة الوطنية, قال رئيس الجمهورية أن الجزائر “لن تتخلى أبدا” عن هذا الملف ولن تساوم بشأنه مع أي دولة, منوها بالخطوات التي تم تحقيقها إلى غاية اليوم مع الدولة الفرنسية التي اعترفت بالعديد من الأحداث والجرائم الاستعمارية.

وفي سياق آخر, تطرق رئيس الجمهورية إلى أهم القرارات الهادفة إلى تحسين القدرة الشرائية للمواطن، والتي يتم الإعلان عنها في اجتماعات مجلس الوزراء التي قال أن مخرجاتها لم تعد تقتصر على الجانب النظري وترمي إلى إحداث التغيير الذي ينشده جميع الجزائريين وتكريس نمط تسيير يحقق التنمية الشاملة.

واستدل في هذا الإطار بمنحة البطالة التي جاءت لحفظ كرامة أبناء الجزائر, كاشفا عن تخلي 20 ألف شاب مستفيد عن هذه الصيغة لحصولهم على مناصب شغل دائمة.

وأعلن بالمناسبة عن استحداث 1300 مؤسسة وخلق 52 ألف منصب شغل منذ أكتوبر الفارط.

كما أبرز أهمية استحداث المجلس الأعلى للشباب الذي يعد هيئة استراتيجية وضرورية تهدف إلى الاستثمار في قدرات هذه الفئة ضمن مسعى التغيير والتنمية الذي تعرفه البلاد, مشيرا إلى استحداث المرصد الوطني للمجتمع المدني الذي يهدف إلى “تفعيل دور الجمعيات على مختلف مشاربها وليس لتجاوز دور الأحزاب السياسية كما يدعي البعض”.

وإلى ذلك, شدد رئيس الجمهورية على أن الحرب على الفساد تتم بصفة يومية وتتعلق ب”ملفات جديدة”, كاشفا عن استرجاع ما قيمته 22 مليار دولار من الأموال والممتلكات المنهوبة داخل وخارج الوطن.

وأكد عزم الدولة على مواصلة جهودها من أجل تقوية الجبهة الداخلية وتجاوز الصراعات الهامشية وكل أشكال خطابات الكراهية.

من جانب آخر، أبرز الرئيس تبون إمكانيات الجزائر في تصدير منتجاتها, مؤكدا أن السلطات العمومية سطرت هدفا لبلوغ 13 مليار دولار كصادرات خارج قطاع المحروقات.

وبخصوص ضمان تزويد المواطنين بالمياه, ذكر رئيس الجمهورية بالتعليمات التي وجهها للحكومة بضرورة تعميم عملية تحلية مياه البحر على مستوى كل المدن الساحلية ونقلها إلى الهضاب العليا مع استغلال المخزون الكبير للمياه الجوفية بالجنوب.

وحول تطوير قطاع الفلاحة, جدد الرئيس تبون عزمه على إحداث “انطلاقة جديدة للفلاحة الجزائرية” باستغلال التجربة الأجنبية والقدرات الوطنية الكبيرة.

وبخصوص الانضمام المنتظر للجزائر إلى مجموعة “البريكس”, أكد رئيس الجمهورية أن هذا الانضمام “سيساعد الجزائر في التنمية أكثر مما ساعدتها كل الهيئات المالية الدولية”.

وفي سياق آخر، أبرز رئيس الجمهورية الدور الهام للرياضة المدرسية والجامعية في إعداد نخبة وطنية تمثل الجزائر في التظاهرات الدولية.

ولدى تطرقه إلى الشأن الدولي, أوضح الرئيس تبون أن الجزائر استطاعت استرجاع مكانتها في إفريقيا, مشيرا الى أن الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية ستشرع في “غضون شهر” في تجسيد مشاريع تنموية بدول افريقية, بدءا بمالي والنيجر, تخص مجالات الصحة والمياه والتعليم.

وبشأن عودة سوريا الى الجامعة العربية، أكد رئيس الجمهورية أن ما تقوم به الجزائر في هذا الشأن قائم على أساس أن هذا البلد عضو مؤسس لجامعة الدول العربية, مشددا على أنه “لا يمكن حرمان هذا البلد الشقيق من حقوقه” وأن موقف الجزائر من سوريا “لم يتغير أبدا”.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية, أكد الرئيس تبون أن ما يحدث من اعتداء على المسجد الأقصى المبارك وتدنسيه من قبل جنود الاحتلال الصهيوني, دون أن يحرك أحد ساكنا، “أمر غير مقبول”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل