وزيرة الثقافة والفنون : نسعى إلى توليفة تمنح الهوية الثقافية الجزائرية صبغة علمية

نجيب ميلودي31 يوليو 2022آخر تحديث :
وزيرة الثقافة والفنون : نسعى إلى توليفة تمنح الهوية الثقافية الجزائرية صبغة علمية

كشفت وزيرة الثقافة والفنون, صورية مولوجي, اليوم الأحد، إنّ مصالحها تسعى إلى “إقامة توليفة ذات طابع خاص بين الثقافي والعلمي لمنح معالم الهوية الثقافية الجزائرية صبغة علمية تحصنها من شوائب التداعيات المغرضة, وشدّدت مولوجي على أنّ اللباس التقليدي يشكّل أحد أهم روافد هذه الهوية باعتباره مرآة تعكس البنى الفكرية والتاريخية للمجتمع الجزائري”.

وأتى تصريح مولوجي بمناسبة رفع ستائر المهرجان الثقافي الوطني الخامس للزي التقليدي الجزائري بالعاصمة، وشهدت التظاهرة إبراز المشاركين دور اللباس التقليدي الجزائري في المقاومة وحفظ الهوية.

وتم تقديم مداخلات علمية لأكاديميين باحثين من مختلف الجامعات حول مختلف الأزياء التقليدية الوطنية كاللباس الحساني الأنثوي والزي التقليدي الرجالي لمنطقة أولاد نايل والبرنوس الرجالي والقشابية الرجالية وأزياء أخرى غيرها.

وشهدت التظاهرة إلقاء مداخلة لمباركة بلحسن, من جامعة وهران, حول اللباس الحساني الأنثوي ودوره في حفظ الهوية الثقافية للمجتمع الحساني, قائلةً إنّ هذا اللباس “له خصوصية هامة جدا في المجتمع الحساني وهو أكثر قدرة على الصمود من اللباس الرجالي”.

وأشارت الأكاديمية إلى أن المجتمع الحساني “مجموعة ثقافية في الجنوب الغربي للجزائر لا تتواجد فقط في تندوف وإنما أيضا في أدرار وتمنراست وأيضا في بلدان الجوار كما في الصحراء الغربية وموريتانيا والنيجر ومالي”.

وتطرقت المتحدثة خصوصاً إلى الملحفة الحسانية باعتبارها “أهم لباس حساني, مشيرة إلى أنها ظهرت منذ القرن السادس عشر، وهي اليوم من مقاييس جمال المرأة الحسانية, كما أنها لباس مقاوم للطبيعة الصحراوية القاسية, وهي أيضا من الأزياء التي تستعمل يومياً وليس فقط في المناسبات”.

في نفس السياق ركّز عيساوي بوعكاز, من جامعة الجلفة, على أنّ “عدّة مخطوطات قديمة وكتابات الرحّالة والمستشرقين والمصورين، وثّقت لهذا الزي وغيره من الأزياء الخاصة بمنطقة أولاد نايل وخصوصا الجلفة التي مازالت تحافظ على هذا اللباس”.

وفي مداخلة له حول “الزي التقليدي الرجالي لمنطقة أولاد نايل باعتباره مظهرا من مظاهر المقاومة الثقافية”، أضاف الباحث أنّ “التراث العربي بمنطقة أولاد نايل لا يتواجد فقط في البرنوس والقشابية، وإنما أيضاً في القندورة والسروال والبذلة العربية والأحذية الجلدية”, مضيفا في سياق كلامه أنه “حتى البيازين, صائدي الصقور, لهم لباسهم الخاص”.

وعرف الملتقى أيضاً إلقاء مداخلات حول استمرارية اللباس التقليدي الجزائري الأصيل ودوره في مقاومة الاستعمار الفرنسي على غرار الجلابة والحايك العشعاشي التلمساني والبرنوس والقشابية لأكاديميين وباحثين من مختلف الجامعات.

وكانت الطبعة الخامسة للمهرجان الثقافي الوطني للزي التقليدي الجزائري افتتحت السبت بمركز الفنون والثقافة قصر رياس البحر تحت عنوان “أزياء صامدة لأجيال خالدة” بمشاركة 70 عارضاً من 30 ولاية، تعكس منتجاتهم تنوع وثراء هذه الأزياء التقليدية باعتبارها عنصراً لإبراز الهوية الوطنية.

وركزت التظاهرة  واحتفت باللباس التقليدي النايلي, كما تسلّط الضوء على الأزياء المرتبطة بفترة المقاومة الشعبية وبالثورة التحريرية وهي البرنوس والملحفة والقشابية والحايك والملاية, وستستمر فعالياتها إلى غاية هذا الثلاثاء. 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل