الألوان انعكاس لجودة العيش
يؤدي الريش الملون دورا في اجتذاب الشريك. كما أنه يدل أيضا على جودة الحياة التي يعيشها الطائر، وهو ما يشرحه ولفي قائلا “يعد الريش الزاهي دليلا على جودة العيش في البيئات الاستوائية”.
وتؤثر معيشة الطيور أثناء أشهر الشتاء على الكيفية التي ستتلون بها، وهو ما يعني بالتبعية مدى نجاح هذه الطيور في الحصول على شركاء للتزاوج أثناء هجرتهم شمالا حيث يبدأ الصيف.
إلا أن الحصول على الريش الملون ليس أمرا سهلا، فعلى الطائر البحث عن المناطق وفيرة الموارد والآمنة من المفترسات أثناء شهور الشتاء، والذي سينعكس أثره في حصولهم على الريش الملون أثناء الصيف.
إلا أن موارد بيئات الطيور غالبا ما تكون محدودة، فالمناطق وافرة الموارد في هذا الشتاء قد تنضب مواردها في الشتاء القادم؛ لذا فإن أفضل البيئات هي “تلك الغنية بالموارد، التي لا تتغير من شهر لآخر أو من سنة لأخرى” كما يقول ولفي.
طيور غير مهاجرة
لكن ماذا عن الطيور غير المهاجرة، والتي تلتزم بالوجود في نطاقات محددة؟
بدا أن هذه الطيور تستبدل ريشها بنمط سنوي ثابت بدون تغيير مظهرها لإمالة الطيور الأخرى إليها، ومن ثم فإن تغير الريش والتزاوج يتأثران بالعديد من العوامل مثل تغير الفصول ووفرة الغذاء وحجم النطاق الذي تعيش فيه الطيور.
وتحتاج الطيور أثناء استبدال ريشها للكثير من السعرات الحرارية، وهو ما يعني الحاجة إلى مزيد من الغذاء؛ لذلك “تتقيد طيور البيئات المعتدلة في تزاوجها وتغير ريشها السنوي بموسم الشتاء” كما يقول ولفي.
والذي يضيف “إلا أن الطيور في المناطق الاستوائية -حيث تباين المواسم الرطبة والجافة- تصبح أقل تقيدا بالغذاء”. إذ تتحكم هذه الطيور -مثل “طيور النمل البيضاء” (white-plumed antbird)- في الفترة التي تستغرقها لاستبدال هذا الريش.
تساقط بطيء
تتغذى طيور النمل البيضاء على الحشرات التي تأكل النمل، ومن ثم فإن هذه الطيور تظل في حالة طيران دائم متتبعة آثار النمل حتى تحصل على غذائها من الحشرات التي تتغذى على جيوش النمل تلك، ومن ثم فإن الطيران المتواصل مهم لهذه الطيور. فكيف تتصرف هذه الطيور إذا فقدت ريشها لبعض الوقت؟
وجد العلماء أن ريش هذا الطائر في حالة تساقط مستمر بطيء خلال العام، ففي كل مرة تسقط ريشة واحدة، وبالتالي لا يفقد جناح الطائر قدرته على الطيران مرة واحدة، ومن ثم فإن طيور النمل البيضاء تعد أبطأ الطيور المغردة استبدالا للريش على الأرض.
وعلى الرغم من أن الطيور تعود لموطن تزاوجها نفسه كل عام، لاحظ العلماء أن بعضا من هذه الطيور لا يعود إلى المكان نفسه الذي استبدل فيه الريش؛ مما يعني أن انسلاخ الريش لا يقتصر على موقع محدد.