في إطار النشاط الميداني الذي تقوم به لجنة الدفاع الوطني إلى مختلف الهياكل والمنشآت والوحدات والمدارس التكوينية للجيش الشعبي الوطني، قامت وفد عن اللجنة، اليوم الثلاثاء 15 مارس 2022، بزيارة استعلامية إلى الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة لشرشال “الرئيس الراحل هواري بومدين”.
توجه الوفد البرلماني برئاسة رئيس لجنة الدفاع السيد رابح جدو، نحو مدينة شرشال الأثرية أين تقع أكبر وأعرق مؤسسة عسكرية للتكوين العالي والأساسي للقوات المسلحة الجزائرية، والتي زودت الجيش الوطني الشعبي منذ تأسيسها بالإطارات المؤهلة لأداء المهام والوظائف القيادية والعملياتية على جميع المستويات.
وخلال استقباله لممثلي الشعب رفقة مجموعة من القيادات، أكد اللواء سالمي باشا قائد الأكاديمية، في كلمة له، أن الأكاديمية العسكرية لشرشال استفادت من الدعم اللامتناهي من طرف السيد الفريق رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني وأصبحت مؤسسة عصرية وقلعة حصينة بفضل الإمكانيات المتوفرة، حيث تساهم بشكل فعال ليس في مهمة التكوين فحسب، بل في تربية الأجيال الصاعدة على حب الوطن والاخلاص له.
وأضاف سيادة اللواء بأن إطارات الأكاديمية يبذلون كل الجهد من أجل تخريج ضباط وقادة أكفاء ذوي مستوى عال ونوعي متحكمين في التكنولوجيات والمعلومات العلمية الحديثة وفي مستوى التحديات المحدقة للرفع من القدرات القتالية للجيش الشعبي الوطني وتحديث وعصرنة قواته للحفاظ على جاهزية العملياتية وتحسين مستوى استعداده القتالي في ظل ما يعيشه العالم اليوم من تقلبات وتهديدات وتغيرات متسارعة.
من جهته، أوضح مدير البحث العلمي والتكنلوجي أن الأكاديمية باتت توفر طرق تكوين جديدة، حيث تم توحيد التكوين لجميع ضباط الجيش الشعبي وفتح جسور على التكوين الجامعي عبر تطبيقها للتكوين العسكري القاعدي المشترك لفائدة طلبة مختلف القوات وهياكل وزارة الدفاع الوطني، بالإضافة إلى التعليم الجامعي الموجه لصالح طلبة القوات البرية عبر وضعه تحت الوصاية البيداغوجية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي. ليفيد أنها تدعمت في 2018 بمديرية البحث العلمي والتكنلوجي التي تتوفر على مخابر علمية مسايرة للتكنلوجيا الحديثة.
في هذا السياق، قام الوفد البرلماني بجولة قادته إلى مخابر الأكاديمية بدء بمخبر التحاليل الفيزيوكيميائية ثم مخبر الاختبارات الميكانيكية، وكذا مخبر التدهور والاختبارات المعيارية. وقد تم اطلاعه على طرق التدريس الحديثة التي تعتمد على التعليم الالكتروني المدعم بالحاسوب والتي تركز على الطرق التفاعلية خاصة في مناقشة الأفكار بغية بناء شخصية الطالب وإكسابه مهارات فن التأثير والإقناع، لاسيما وأن الأكاديمية تتوفر على مركز لغات، وتعوّل على تدريس الطلبة مستقبلا باللغة الانجليزية.
وخلال تجوله في متحف الأكاديمية، استطاع الوفد أن يستعرض تاريخ الجزائر منذ القدم، مرورا بالفتح الإسلامي ووصولا إلى حقبة الاستعمار الفرنسي ومن ثم ثورتنا المجيدة. وقد أتيحت له الفرصة أيضا للتعرف على تاريخ الأكاديمية، منذ بداياتها إلى غاية تحولها إلى أكاديمية عسكرية لمختلف الأسلحة سنة 1979.
عقب ذلك، تابع أعضاء الوفد تمرينا تكتيكيا تحت عنوان “فصيلة في اقتحام مبنى” عبر تنقلهم إلى الحقل البسيكولوجي وهناك تابع الحاضرون بحماس كبير كيفية تغلغل ومناورات الطلبة لاقتحام مبنى الخصم مرسخين بذلك المعارف النظرية التي تلقوها ميدانيا.
وفي هذا الإطار، حضر الوفد حصة الرمي بالمقلد والتي تفوقت فيها فتاتان في مقتبل العمر على زميليهما الشابين بقوة التركيز ودقة التصويب، وهو ما أثار إعجاب الجميع.
وقف النواب أيضا على لوحة نشاطات تشكيل الخريطة بساحة العلم مدعمة بالخيالة، وقد قدم رئيس اللجنة السيد رابح جدو كلمة دعم وتحفيز للطلبة في تلك الوقفة.
أكد رئيس اللجنة، خلال التوديع، على أن هذه الزيارة قد جاءت للتأكيد على قوة العلاقة الراسخة بين الشعب وجيشه الشعبي الوطني، سليل جيش التحرير الوطني، وعلى المكانة الخاصة التي يحظى بها في وجدان الشعب الجزائري، معبرا عن شكره لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، على حرصه الشديد على تطوير قدرات جيشنا وإحاطته بكل الوسائل البشرية والمادية التي تمكنه من كسب عوامل القوة.
وقد اختتمت هذه الزيارة بتوقيع رئيس اللجنة في السجل الذهبي للأكاديمية كما تم تبادل هدايا رمزية.