التفاصيل ?
بمجرد فرض اندلاع مواجهة عسكرية بين مصر وتركيا على خط ” سرت – الجفرة ” أو شمال الشريط الساحلي الليبي، فالجانب التركي هو من سيستنزف بريا وبحريا وجوياً، وذلك نظراً لطول المسافات التي سيضطر من خلالها إلى تأمين خطوط الإمداد والتموين والدعم اللوجيستي بواسطة قواته البحرية والجوية وبتكلفة مالية مخيفة.
وكل ذلك أمام قوات بحجم وقدرة وخبرة القوات المسلحة المصرية التي ستقاتل قرب سواحلها وأراضيها ومجالها الجوي، وفي بيئة مألوفة وصديقة تمثل عمقا استراتيجيا مباشراً لها ( شرق – وسط ليبيا )، مما يوفر لها إمكانية تشكيل خطوط دفاعية متشابكة ومتكاثفة متعددة المستويات والطبقات تسمح لها بالتمركز والمناورة والتحرك بأفضلية هائلة لاستنزاف الجانب التركي وجره في كمائن محكمة وتكبيده خسائر فادحة، مع قدرة فائقة ومتقدمة على استعواض الخسائر وتأمين خطوط الإمداد والدعم اللوجيستي، وعلى مسافات أقصر كثيرا مما هي عليه لدى الجانب التركي.
ومما يزيد من صعوبة المهمة على البحرية والطيران التركيين أنهما لن يكونا قادرين أبدا على حشد كل إمكاناتهما القتالية أمام القوات المصرية، نظراً للحاجة الماسّة لحماية المجال الجوي التركي والسواحل الممتدة على البحر المتوسط، إيجة، مرمرة، والبحر الأسود، وكذا تأمين خطوط الإمداد والتموين الجوي والبري من تركيا إلى ليبيا لمسافة تتراوح ما بين 1500 و2000 كم، وأمام عدو رئيس وهو اليونان. وهذا ما يعرفه ويدركه الجانب التركي جيداً.
مصر لم تحدد خطها الأحمر من فراغ، بل بناءً على تخطيط وتقدير موقف استراتيجي مدروس على مختلف المستويات، وبشرعية دولية وإقليمية كاملة، وبتطبيق عملي كامل لمقولتين للجنرال والخبير الإستراتيجي والفيلسوف الصيني ” سون تزو Sun Tzu ” ( وُلد 544 ق. م. وتُوفّي 496 ق. م. ) في كتابه العبقري ” فن الحرب The Art of War ” :
” ذروة فن الحرب أن تخضع عدوك دون قتال “
” إذا كنت تعرف عدوك وتعرف نفسك، فإنك لست بحاجة للخوف من نتيجة 100 معركة. إذا كنت تعرف نفسك ولا تعرف عدوك، فإنك ستعاني الهزيمة مع كل نصر تُحرزه. إذا كنت لا تعرف نفسك ولا تعرف عدوك، سوف تستسلم في كل معركة “
ولأننا نعرف جيدا إمكاناتنا وإمكانات عدونا فإننا لا تخشى نتيجة 1000 معركة.