انطلق رسميا في المغرب، موسم زراعة أول محصول للقنب الهندي، بعد استيراد البذور الصالحة لهذه العملية وتوزيعها على الفلاحين.
وأفادت صحيفة “هسبريس” بأنه جرى يوم أمس الأحد، تسليم أول دفعة من البذور المستوردة إلى الفلاحين والتعاونيات بكل من أقاليم الحسيمة وشفشاون وتاونات، وتوقيع محاضر الاستلام.
ونقلت “هسبريس” عن مصدر قوله إنه جرى تقريبا توزيع بذور صالحة لزراعة 105 هكتارات، تم توزيعها على أزيد من 170 فلاحا.
وأوضح أحد المستثمرين الذين قاموا باستيراد البذور من سويسرا أن توزيع البذور، حوالي 760 ألف بذرة، أنعش الفلاحين وشجعهم على الانخراط في هذا المشروع ، مشيرا إلى أنه سيتم خلال الموسم الفلاحي المقبل استهداف 500 فلاح، وفق “هسبريس”.
وأشار إلى أن “يوم أمس كان يوما تاريخيا، عبّر خلاله الفلاحون والمنخرطون في المشروع عن فرحتهم الكبرى”، لافتا إلى الجهود الاستثنائية المبذولة من قبل كل من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي، وأنه تم اشتراط دفاتر التحملات التي تتضمن الشروط التقنية المطلوبة في وقت قياسي.
وأصدرت إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة دورية تتعلق بتطبيق مقتضيات استيراد وتصدير بذور ونباتات القنب الهندي، تطبيقا للقانون 13.21 المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي .
من جهة أخرى أكد التقرير العالمي حول المخدرات لعام 2022 الذي نشره مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، أنّ المغرب يحتل صدارة الدول الرئيسية لمنشأ ومغادرة القنب الهندي، ما يجعل هذا البلد أكبر منتج ومصدر لهذا النوع من المخدرات.
و يشير التقرير إلى المغرب باعتباره أول بلد افريقي من حيث أهمية زراعة القنب الهندي خلال العقد 2010-2020، مضيفا إلى أنّه “من الصعب تقدير المساحة العالمية المزروعة بالقنب الهندي لأنّ بعض البلدان ليس لديها نظم مراقبة مناسبة لهذا المؤشر”.
كما تؤكد الوثيقة أنّ معظم عمليات تهريب القنب الهندي تتم من المغرب إلى إسبانيا ومن أفغانستان إلى بلدان أخرى في غرب آسيا، مشيرة إلى أنّ القنب الهندي المغربي موجه أيضا إلى بلدان أخرى بشمال إفريقيا.
و بحسب التقرير، فإنّ الاتجار بين الجهات بالقنب الهندي يكون “من المغرب إلى ليبيا ثم إلى مصر عبر الساحل”، كما يتم نقل القنب المغربي عبر البحر الأبيض المتوسط.
و أوضح التقرير أيضا إلى أنّ مضبوطات القنب الهندي لا تزال تتركز في شمال إفريقيا وأوروبا الوسطى، و هما تشكلان منطقة واحدة لإنتاج هذا المخدر والاتجار به واستهلاكه، مما يمثل ما يقرب من 60 بالمئة من المضبوطات العالمية خلال فترة 2016-2020.
و فيما يتعلق بتأثير زراعة القنب الهندي على البيئة، يرد ذكر منطقة الريف في شمال المغرب أيضا في هذا التقرير، حيث تستند زراعة هذا النوع من المخدرات أساسا على الاستخدام المكثف للأسمدة الاصطناعية.