قال الباحث والخبير الاستراتيجي والعسكري السوري, سليم حربا, أن الاحتلال الصهيوني فشل في ترويع وتركيع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة, بالرغم من الدمار والجرائم والمجازر غير المسبوقة التي يرتكبها منذ 7 أكتوبر الماضي, حيث أبدى سكان القطاع صمودا لا نظير له.
و قال سليم حربا في تصريح ل/وأج, إن عملية “طوفان الاقصى” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية, أدت الى “تصدع” الكيان الصهيوني الذي “اصيب بهستيريا, فلا سبيل له لحفظ ماء الوجه, الا بإبادة سكان غزة وتهجير أهلها وتصفية مقاومتها, و اتباع سياسة الارض المحروقة و ارتكاب جرائم حرب بحق الاطفال والنساء (أكثر من 70% من الشهداء من الاطفال والنساء), وتدمير البيوت والمشافي والمساجد وقطع كل اسباب الحياة”, و ايضا من خلال -يضيف- “الامعان في سياسة التجويع بالحصار والتدمير, متسلحا بآلة القتل ومدعوما عسكريا وسياسيا ولوجستيا من الولايات المتحدة”.
كما أبرز في السياق, استخدام الكيان الصهيوني للأسلحة المحرمة دوليا مثل القنابل الفوسفورية والقنابل الفراغية والعنقودية, مشيرا الى أن الاحتلال استخدم خلال 33 يوما فقط, اكثر من 36 ألف طن من القنابل بغزة التي لا تتجاوز مساحتها 360 كم مربع, اي ما يعادل ثلاث قنابل ونصف من القنبلة التي ألقيت على هيروشيما اليابانية في الحرب العالمية الثانية.
و استطرد بالقول: “لكن وبالرغم من هول الجرائم و ارتكاب أكثر من 1200 مجزرة بحق المدنيين, فإن نتائج الميدان جاءت عكس ما يشتهيه العدو, حيث فشلت العملية البرية وتعثرت بعد ان ابدعت المقاومة بتكتيكاتها وكمائنها و اسلحتها وثبات قيادتها في إلحاق خسائر كبيرة بالخصم”.
و اوضح في السياق : “ما زالت المقاومة قادرة على خوض معركة طويلة, كما ان الشعب مازال صامدا”, مضيفا: “فشل العدو في ترويع وتركيع الفلسطينيين في غزة, وبالرغم من الدمار والجرائم والمجازر, فلسان حال الجميع انهم متمسكون بأرضهم ولن يهابوا ولن يغادروا”.
كما اشار الى ان فعالية المقاومة بباقي الجبهات من الضفة الغربية وجنوب لبنان والجولان والعراق واليمن “بدأت تعطي ثمارها”, منبها الى تغير الرأي العام الدولي لصالح فلسطين وغزة, وسقوط الرواية الصهيونية امام جرائم العدو ومجازره, “خاصة مع تصاعد الرفض داخل الكيان الصهيوني ضد حكومة الحرب”.
و خلص في الاخير الى انه “على الرغم من قساوة المشهد وصمت العالم عن جرائم الكيان المحتل, فإن القوة الذاتية للمقاومة في غزة والصمود الشعبي و ايضا القوة الموضوعية داخل فلسطين ومحيطها والعالم العربي والاسلامي, يعطي مؤشرات بقرب الانتصار الاكبر وهو اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف”.