قصة الدولار الأمريكي  الوهم الذي  تم خداع العالم به واستبداله بالذهب و كيف أصبح العملة الأولى؟

نور27 يوليو 2020آخر تحديث :
قصة الدولار الأمريكي  الوهم الذي  تم خداع العالم به واستبداله بالذهب و كيف أصبح العملة الأولى؟



يعد الدولارالأمريكي العملة العالمية الأولى التي لا غنى عنها، وتقيس به عدد كبير من دول العالم ميزانيتها السنوية، فضلاً عن الاحتفاظ به كاحتياطي إضافي، إلى جانب الذهب.

ومن أهم أسباب التوسع في استخدام الدولار أن أسعار العديد من البضائع التي يتاجَر بها عالمياً يتم تسعيرها بالعملة الأمريكية، وذلك يعني أن حجم التجارة بالدولار جعل من العملة الأمريكية الأولى في العالم للتجارة والاحتياطيات.

لكن كيف هيمن الدولار الأمريكي على العالم وبات
سيد العملات؟

خرجت الولايات المتحدة الأمريكية من الحرب العالمية الثانية منتصرة بقوة بل ومرفوعة الرأس عكس حلفائها ممن شاركوها الحرب، وكانوا منكسرين اقتصادياً بشكل كبير بفعل الدمار الذي حل بهم.

على ضوء ذلك، تم عقد مؤتمر «بريتون وودز» في عام 1944 الذي أفرز معاهدة تحمل الاسم ذاته، لإنشاء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وتم الاتفاق على أن يقوم الأميركيون بإدارة البنك الدولي،
فيما يقوم الأوروبيون بإدارة صندوق النقد.

الذهب من التعامل المباشر من أيدي البشر واستبداله بالأوراق النقدية، وقد تعهدت واشنطن وقتها بأن تسلم كل من يقدم لها خمسة وثلاثين دولاراً قيمة الذهب مقدارها أوقية (أونصة)، أي أنه تم تحديد السعر كالتالي: كل أونصة ذهب قيمتها 35 دولاراً.

وعلى ضوء هذا الترتيب أصبح الدولار يسمى عملة صعبة، وصار العالم كله أفراداً ودولاً يثق بالدولار باعتباره عملة للتداول، وأصبح الجميع يثق بأن الولايات المتحدة ستسلمه ما يقابل ورق الدولار من الذهب عند الطلب

للتعرفات الجمركية والتجارة المعروفة باسم «جات»، بعد إجراء مفاوضات لتحرير التجارة.

وبموجبها قبلت الولايات المتحدة إدارة الاقتصاد العالمي بصفتها القوة العظمى الأولى بعد تراجع نفوذ بريطانيا في العالم.

استمر الوضع على هذا النحو حتى خرج الرئيس ريتشارد نيكسون، عام 1971 ليفاجئ العالم ويفرض ترتيباً آخر يقضي بعدم مقايضة الدولار بالذهب، وأن العملة الأمريكية ستعرض في السوق تحت بند المضاربة، وهو ما يعني أن سعر صرف الدولار يحدده العرض والطلب.

وجاءت خطوة نيسكون هذه بعدما أصبحت احتياطات الذهب الأمريكية في خطر نتيجة حرب فيتنام التي كلفتها الكثير و احتاجت المزيد من المال لتغطية مصاريف الحرب، هذا غير أنها كانت قد أغرقت الأسواق العالمية بالدولار و طالبت الكثير من الدول بالذهب.

وهكذا نرى أن قرارات الرئيس الأمريكي والتي شكلت صدمة في ذلك الوقت، لم يتم الاعتراض عليها من قبل أي دولة، فإن ذلك كان بمثابة أن يغدو كل رصيدها من الدولارات بلا قيمة وهو ما يعتبر أكثر كارثية مما أعلنه نيكسون وحينها قال كلمته الشهيرة: «يجب أن نلعب اللعبة كما صنعناها، ويجب أن يلعبوها كما وضعناها».

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل