قفزة BASE هي الأكثر خطورة في الرياضات الخطرة، وهي محظورة في المنتزهات العالمية، ولكن كان بوتر وهانت مغامرين مخاطرين، إذ لم يعيروا الأنظمة اهتمامًا. وقد قفزوا لسنوات عدة من المنحدرات والقمم في جميع أنحاء يوسمايت، بما في ذلك نصف القبة الشهيرة، وقد هبطوا من نقطة تافت عدة مرات سواءً بشكل جماعي أو فردي، وكان المسار الذي وضعوه لنفسهم في ذلك المساء خطير، وكانت الرياح تمشي بعكس الاتجاه الذي يريدونه، ولكنهم كانوا واثقين من مهاراتهم ومعداتهم. وحصل بوتر جائزة لأطول رحلة في زي مجنح على الإطلاق، بعد أن غطى ما يقرب من خمسة أميال في قفزة عام 2011، من ايجر في سويسرا، وقد ظهر في فيلم وثائقي على قناة ناشيونال جيوغرافيك يسمى بـ “الرجل الذي يستطيع الطيران”. يعتبر هانت أيضا من أوائل لاعبي القفز في العالم.
ويعتبر فرانز رايكلت Franz Reichelt الخياط المولود في فينا، والذي كان يدير محل خياطة في باريس، أول من ارتدى سترة للطيران. فقد قام بتصميم وخياطة سترته المظلية وأسماها بالسترة المجنحة. وقام باختبارها في الرابع من فبراير من عام ١٩١٢، بالقفز من أعلى برج إيفل، ولكن السترة لم تنجح، فصارت هذه القفزة هي السبب في وفاته. وبعد مرور أكثر من ٨٠ سنة، قامت شركة فنلندية تدعى بيردمان الدولية بتصنيع سترة مجنحة يمكن الاعتماد عليها وبيعها لهواة القفز بالمظلات وقفز BASE، وهذه السترة الحديثة كانت خفيفة الوزن ومنسوجة من القطن الكثيف، وتغطي جميع جسم القافز، ولها جناحين بين أذرعه وظهره وآخرى بين أرجله؛ ومن خلال التوسع الكبير في مجال الإطار الإنساني؛ خلقت هذه السترات ما يكفي من الدعم للسماح لشخص بالهبوط للأسفل لعدة دقائق، مع التحكم بالمسار من خلال حركات الكتفين والوركين والركبتين البسيطة، وفي كثير من الأحيان يحقق مرتدوها سرعة تبلغ ١٠٠ ميل للساعة أو أكثر، ويعطيهم ذلك شعوراً مبهجًا، وكأنهم بالفعل يطيرون ذاتيًا.
في مرة من المرات وصل بوتر وهانت للحظة الانطلاق بالقرب من نقطة تافت بتمام الساعة السابعة، وأحكموا اغلاق سترهم، وقفز بوتر أولاً، وسرعان ما تبعه هانت، في حين التقطت راب الصور على بعد بضعة ياردات. وسقط بوتر وهانت وكأنهم حجارة لبضع ثواني قبل أن تصبح سترهم مملؤة بالهواء ومن ثم ارتفعت أجسامهم وحلقوا في السماء بأجنحةً ممدودة كزواج من الطيور العلاقة ذات الألوان الزاهية، وقد قال بوتر لمراسل صحيفة نيويورك تايمز قبل بضع سنوات: “جزء مني يقول بأنه نوع من الجنون أن تعتقد أنه يمكنك أن تطير بجسمك البشري، وجزئي الأخر يفكر بأننا جميعاً نحلم بالطيران، فلما لا نتبع هذا الحلم؟ فربما يجلب لنا أمراً آخر!”.
واستمرت راب بالتقاط الصور، حتى عبر بورت وهانت الشق بعيداً عن الأنظار، وتهيأ لها أنها سمعت صوت لارتطامين ولكنها قالت لنفسها أنه ربما يكون صوت الشلال، وانتظرت رسالة تخبرها بأنهما هبطا بسلام.. ولكن لم يصلها أي شيء، وفي صباح اليوم التالي انتشل بارك رينجرز جثتهما.