جدار برلين, ليس تعبيرا مجازيا و لا حتى مجرد لقب يطلق على حارس مرمى المنتخب الألماني مانويل نوير, بل هو حقيقة اصطدم بها العرق الجرماني بعد نهاية الحرب العالمية الثانية تقسمت ألمانيا إلى قسمين انضم الجزء الغربي منها إلى المعسكر الفائز في الحرب فأصبح تحت سلطة الرأسماليين (أمريكا فرنسا و بريطانيا) , أما الجزء الشرقي فحكمه سيد الإشتراكية الإتحاد السوفييتي.
منذ الإنقسام أصبحت الألمانيتان مهدا للحرب الباردة بين السوفييت و الأمريكان, فازدهرت ألمانيا الأمريكية و ساءت أحوال ألمانيا السوفييتية فأصبحت الهجرة من الشرقية إلى مصانع الغربية ضرورة عند العائلات بحثا عن قوت رزقهم و بلغ عدد الفارين بين نهاية الحرب و بناء الجدار قرابة 3,5 مليون شخص بين مهاجر غير شرعي و مهاجر شرعي و متحايل على قيود الهجرة.
إلى أن جاء اليوم المشؤوم الثالث عشر من أغسطس (أوت) 1961 بداية بناء جدار العار كما سمته ألمانيا الغربية أو برلينر ماور Berliner Mauer جدار برلين! بعلو 3 أمتار من الأسمنت المسلح و 167 كيلومتر مسافة شقت برلين إلى نصفين.
طيلة فترة وجود الجدار حاول أكثر من 100 ألف شخص تجاوزه فنجح قرابة 5000 شخص القفز من فوقه و الهروب نحو الملاذ الغربي و توفي قرابة المئتي شخص في سبيل ذلك.
مع مرور الزمن عبر سكان الجهة الغربية عن امتعاضهم من هذا السور الذي جعل شعبهم مقسوما لنصفين و عجلت أوضاع بلاد السوفييت باعتراف أن الجدار كان خطأ جسيما و أنا باستطاعة الشعب المنقسم بين الشرق و الغرب الدخول و الخروج كيفما أرادوا فكان الحدث رسميا في التاسع من نوفمبر 1989 بعد عدة اضطرابات مدنية. فعبرت حشود نقاط المرور بين الألمانيتين و تسلق البعض الآخر الجدار في أجواء احتفالية كبيرة شهدتها برلين و المدن المجاورة التي يمر عبرها السور. ليتم بدأ هدمه في الثالث عشر من يونيو 1991 و سقوطه رسميا في نوفمبر من نفس العام.
إن الحدث الأهم الذي شهدته إبان مدة هدم الجدار هو قرار توحيد الألمانيتين في الثالث من أكتوبر 1990. و ربما يكون أهم حدث في تاريخ ألمانيا لأنه كان بداية عودة الوحش الألماني بمفاهيم جديدة محاولا السيطرة على العالم اقتصاديا.. و حتى كرويا.