“صفقته أصعب من عملية في الورك” ، هكذا وصف السير أليكس فيرغسون صفقة شراء البلغاري ديميتيار برباتوف من توتنهام إلى مانسشتر يونايتد ، تلك أيام مضت و عبرت ، ديميتيار صال و جال في الأولد ترافورد ، و لكن ظروف صفقته أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أنه بالفعل هناك صفقات مجنونة ، لها حكاويٍ و فصول تكاد لاتنتهي ، أمس و على الساعة السابعة و أربع و ثلاثين دقيقية ليلاً أعلن “مطارق لندن” ،أن مطرقة ليست ككل المطارق استقرت في ويستهام ، إنه سعيد بن رحمة ، متعة العين ، من طيوة الوهراني إلى أحد أعرق أندية أقوى دوريات العالم.
سَِجل ، محمد سعيد بن رحمة ، أبصرت عيناه النور في العاشر من أوت خمسة و تسعون تسعمئة و ألف ، تزيده عين تيمشونت بهاءً و جمالا ، و دلالاً ، فقد ترعرع هناك أيضا ، إلا أن كبر و اشتد عوده و قوى صلبه ، استقل الحافلة إلى وهران ، هناك برز سديماً في طيوة تحت هلال الباهية ، يقولون “أن الرسالة كانت واضحت من ديباجتها” ، كيف لا وهم لازالو يحتفظون بصورته هناك ، شخصيا أؤمن بأن الأحلام كنز كل يافع ، و أنا أعرف دون أن أرى أن الطريق لم يكن مفروشا بالورود ، خصوصا في ظل ظروف رياضية قليلاً ما تلد نجما ، ربما أنذاك.
سَجِل و سَجَلْ ، قبل عقد من الأن ، جيل المدرب رابح سعدان أعاد بمباركة عنتر يحيى الجزائر إلى الواجهة ، المنتخب استقل طائرته إلى جنوب إفريقيا و “Saïd” إستقل الطائرة إلى فرنسا مع عائلته ، شابا يافعا بعمر الخمسة عشر سنة ، عسى و لعل … من فرنسا أثبت ان لكل مجتهد نصيبه المحفوظ، طريق شائك فشل فيه حتى غيره من جزائرين تُنِبِأَ لهم بمستقبل زاهر لم يزهر ، و لكنه متحدي ، ليس كغيره ، أمس و غدا و اليوم … لم يحصل على تكوين يذكر ، و لكن “كلود بويل” يذكر فيشكر ، دمجه سريعا فكان لمكانته المبرهن و المؤكد .
صقلته الأيام و السنوات و جعلته صاحب شهرة و بريقٍ و لمعان ، الهادئ الخلوق خارج الميدان هو ذاته متعة العين و حبيب الكرة داخله يا أبا سعيد ، رحمك الله ، إنه يحبك ، لقد أعلنها على الملأ ، بعد أيام من موراتك الثرى … نحلة برينتفورد و صاعقته الكهربائية لن تصعقكم مجددا يا أندية الدرجة الأولى ، لقد ابتسم له الزمان و العمر ، جمال بلماضي اختاره دوليا ، و أنتم تعرفون من هو بلماضي و من هم الذين يختارهم بلماضي ، و البريمرليغ اختارته مطرقةً تدق مسامير نعش كل مدافع ، مرحباً بك في الدوري الممتاز ، المجتهد “أُجاز” ، إنه سعيد ، بالبند العريض.
