خواطر-” لم تنجح !”

عمار26 نوفمبر 2020آخر تحديث :
خواطر-” لم تنجح !”

إن المشكلات التي نراها في الأسر أو المنظمات أو المجتمعات إنما هي نتاج قراراتٍ صنعها أفراد في المساحة النفسية المتاحة لهم بين الفعل و رد الفعل ،و كما نعلم جميعاً فإن هذه الحالة تحدث للجميع بدون إستثناء . عندما تأتي الإختيارات و القرارات من مجرد ردود الفعل السريعة أو الموروثات أو تحت ضغط الطوارئ ، فستكون النتيجة لا محالة إستخداماً سيئة للزمن المتاح و تضيعاً للطاقات البشرية في أمور تكون غالباً لا فائدة منها أو تتم المبالغة في تقديرها ، أنا واثق أن البعض منكم صادف مثل هذا الموضوع الذي أتحدث عنه في كتب كثيرة قرأها ، و رأى أمثلة عن كيف تؤدي ردود الأفعال البسيطة إلى نتائج قد لا تحمد عقباها أحيانا ، و بعد أن علم هذا القارئ بذلك ، قرر مثلما فعلنا جميعاً ، أنه سيضبط أعصابه و لن يتسرع في ردود أفعاله “في المرة القادمة” أليس كذلك ، قُل أنك لم تقل هذا لنفسك في تلك اللحظة ؟ ، و قل لي أيضاً أنك نجحت في السيطرة على أعصابك في تلك “المرة القادمة” لا داعي لتخبرني ، لم تنجح في ذلك ، طبعاً أنا لا أعلم الغيب و بالتالي أترك إحتمالاٍ لنجاح البعض منكم ، فلكل قاعدة شواذ ، و الشاذ لا يقاس عليه . ترى لماذاً لم تتغير ردود أفعالك و بقيت نفس الشخص رغم كثرة محاولاتك ؟ . لأن حياتنا كما أشرت أنفاً مغلقة ، عبارة عن جملة من الموروثات و التأثيرات المسبقة التي لا يد لنا فيها في أغلب الأحيان و لكنها أحالتنا هذا النوع من البشر ، نحن متعلقون تعلقاً جماً بمن سبقونا و بالتالي قطعاً نحن نتصرف مثلهم ، أنت ربماً تكون شخصاً عنيداً ، لو كان بوسعك الأن لتذكرت كم من شخص شبه عنادك بشخص ما في عائلتك ، وهذه هي المؤثرات التي نتحدث عنها ، لقد أثر فيك تعاملك القريب مع هذا الشخص ، حتى أصبحت عبارةً عن صورة قريبة جداً إلى صورته ، وهذا أمر يعجز الكثير منا عن إيجاد حل قطعي له و قد يشيخ بلا حل له أحياناً ، ربما هي حكاية حظ ! هذا رأيي عزيزي القارئ.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل