كل قرار نتخذه هو قرار هام ، بعض هذه القرارات قد تبدو بسيطة ، لحظة اتخاذها ، ولكن الحقيقة انها تتراكم و تتحول إلى عادات للقلب تقودنا إلى نهاية ما . بعض اختياراتنا قد لاتكون واضحة لنا عند الإختيار . في حين أنها نقطة تحول في حياتنا . مثال على ذلك عندما نقرر وضع الأمور الأهم أولاً . بعض هذه القرارات قد تكون صعبة ، قد تحتاجنا إلى إتخاذ مواقف غير مستحبة او غير منطقية بالنسبة للأخرين . و لكن عندما نستمع إلى صوت الضمير ، ونتنازل عن المهم لصالح الأهم ، سترتفع جودة الحياة ، لم أتوقع يوماً أن تقاعسي في فعل بعض الأشياء التي كنت أحسبها مهمة و المنطق يقول فعلاً أنها مهمة سيمنحني أياماً أسعد و أفضل . اليوم ، صرت أرى أن ذلك الشخص الذي كان من عادته القيام بتلك الأشياء هو شخص غبي و تافه . و هذه ليست رؤية قصيرة و ضيقة إنما هي رؤيتي للكثير من الأشياء التي لم أعد أقوم بها اليوم . نعم ، الكثير الكثير منها ، لذلك فها أنا ذا أدعوك إلى التخلي عن الكثير من الأشياء التي لا تعود بالنفع القريب عليك و إنما هي إجهاد مجاني و إضافي لنفسك قد يقابله الآخرون بتكبر و لا تقدير ، إسأل نفسك “لماذا أفعل هذا ؟” مالذي استفدت منه ، الكثير من المشاكل ، تعب إضافي ، لا نفع مادي و لا نفع نفسي ، هل أنت مجنون عزيزي القارئ ، فقط المجانين يعيشون بهذه الشاكلة ، لأنهم بالفعل لا يتوقفون للتساؤل فهم لا يعلمون ماذا هم فاعلون أصلاً .أما أنت فلابأس بك ، ماشاء الله ، قارئ و مثقف ، لايلقيق بك أن تتردد في إتخاذ القرارات النافعة لك ، عش بمبدأ “نفسي نفسي و راحتي راحتي ” ستعمل ، تعمل و تعمل، وفي النهاية لا أحد سيقدر ماتفعله ، سيحذفونك بكبسة زر و ينكرون عليك خيرك و كل ماقدمته ، تعبك الإضافي و أعمالك و خدماتك التي فعلتها عن حسنٍ (غبي) للنية ستكون هباءً منثوراً بالنسبة لهم . لا أحد سيذكر إسمك ، لن يقولوا ماذا حل بفلان يا ترى ، لماذا هو حزين ؟ .لماذا هو بائس ؟ .ستظلم ، يظلمك عملك و حسن نيتك ، و يكون جرح الظلم أعمق لأنك إجتهدت فعلاً و قدمت الكثير و لم تظلم أحداً و لكن ها أنت ذا ضحية ظلم . و من لم يقدم شيئاً ، لم يتعب مثلك هو من يحضى بكل العبارات الحلوة و الارباح الاخرى إن كانت ، جاوب يا رجل ، لماذا ؟ . ماذا كسبت . توقف ، الأن و بلا إبطباء و لا يغرنك كلامهم . إتخذ القرار الأن ، أرح العقل و النفس ، لاداعي لأدوار إضافية ، دورك و السلام عليكم . يقول الرئيس الأمريكي الراحل كيفن كالدج ” لا يوجد في العالم أكثر من الموهوبين الذين يفشلون، الحالمون الذين يتألقون بنبلهم أي بصدقهم و عزمهم و إصرارهم خاصةً إن كانت لديهم عبقرية بارزةً لا يُشْعِرون الناس بالثقة و الالفة و الإكبار كما تقول كتب المساعدة الذاتية بل بالدونية و التهديد و الحسد ، وفي أحسن الأحوال إن لم يصبهم الأذى و الإضطهاد يشعرون بأنهم غرباء عن واقعهم و عصرهم و هذا هو جوهر الفشل لأن السطوة تكمن في أن تكون مثالاً شفافاً و معبراً لتطلعات زمانك و أن تكون كالمرآة التي تعكس أعمق تمنيات الناس حولك و أن لا تنطوي أبداً على أفكارك الخاصة ، فالأفكار البارعة كالأزياء البارعة تصنع لتناسب عصرها و جمهورها و ليس لتناسب ذوق صانعيها”.
ثقافة وفن