هل تعرف الشغف ؟ ، هل تعمل بشغف ؟ ، هل تدرس به ؟. قد لا تدرك أهميته إن لم تكن في مكان حساس أو عاملاً مستمراُ في مكان يحتاج نفساً طويلاً و صبرا للأنفاس الأخيرة . فالناس عادةً ينطلقون بقوة في كل المجالات التي يختصون بها . و لكن مع الوقت يختفي الشغف طبيعياً لدى بعض البشر بينما يؤدي أخرون أدوارهم و كأنها فقط هواية و روتين . لذلك تلحظ أن قليلين فقط يصلون إلى الشهرة و إلى قمة الهرم ، رغم ان البعض قد يصبر على الظروف الصعبة مثلهم لكنه لا يملك الشغف ، فرغم صبرهم “أي أؤلئك الذين لا يتحلون بالشغف الحقيقي” فلن يصلوا إلى النجاح المثالي الذي يتمناه الجميع . سيحصلون على نصيب الإجتهاد لكن العالم أو المجال أو حتى مكان عملهم لن يختلف في حال ما رحلوا يوما ما لأنهم في العادة لا يقدمون أي جديد يذكر ، الجميع قادر على ملئ أماكنهم و لن يشعر البشر بأي تغيير . أما صاحب الشغف فيبقى قامةً يعرفها القاسي و الداني و غيابه ذو تأثير كبير . قد تتغير مؤشرات و تختلف إحصائيات في غيابه و في ذلك تكمن أهميته و ذاك سبب الإلحاح على وجوده . ببساطة يصعب جدا الإستغناء عليه . حتى لو استغنيت عليه فأنت من ستحتاجه و هو لن يحتاجك فهو ببساطة مطلوب ، يرحل من مكان و يطلب مباشرةً في مكان أخر .إنه محور الحديث في غيابه و المحترم في حضوره . ببساطة الشغف يحيله كالملك في كرسيه ،و قد يتغاضى البعض عن أخطاءً يقوم بها هو و لا يتغاضى عنها لغيره .عزيزي ، أكيد أن الصابر سينال . و لكن الشغوف سينال أكثر ، و اسأل نفسك، ترى كم أريد أن يكون نصيبي ؟ .
ثقافة وفن