أعلنت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، تلقيها طلب تعاون من محكمة إيطالية حول مسؤول إيطالي يعمل لديها، يُشتبه بأنه أخفى معلومات عند تحقيق طوعي معه في نوفمبر الماضي، من أجل التستر على إدارة السلطات في بداية الأزمة الصحية.
وأفادت وسائل إعلام إيطالية بأن المدعي العام في مدينة بيرغامو شمالي إيطاليا، وجه تهماً للدكتور رانييري غويرا، المنسق بين الحكومة الإيطالية ومنظمة الصحة العالمية والمستشار الخاص لرئيسها، تتعلق بتقديمه معلومات كاذبة عند استجوابه “طواعية” في نوفمبر الماضي، على خلفية تقرير نشرته المنظمة بشأن سوء إدارة روما في التعامل مع الأزمة.
وأفاد التقرير بأن الخطط الإيطالية لمكافحة الأوبئة لم يتم تحديثها منذ 2006، وكان على غيرا عندما تولى منصب المدير العام للصحة الوقائية في وزارة الصحة الإيطالية ما بين 2014 وأواخر 2017، مسؤولية تحديث الخطط، وفقاً للإرشادات الجديدة التي وضعتها منظمة الصحة العالمية والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها.
واتُهمت “منظمة الصحة العالمية” بالتآمر مع وزارة الصحة الإيطالية، على حذف التقرير، بعد أن كشفت صحيفة “غارديان” البريطانية، في ديسمبر الماضي في تقرير حصري، الوثيقة التي أعدها العالِم في “منظمة الصحة العالمية” فرانشيسكو زامبون، و10 من زملائه في جميع أنحاء أوروبا.
وقالت الصحيفة إن “الوثيقة نُشرت على موقع منظمة الصحة الإلكتروني في 13 مايو الماضي، وأُزيلت بعدها بيوم، وزُعم أنها أزيلت بناءً على طلب رانييري غيرا، عندما كان مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية للمبادرات الاستراتيجية، قبل أن يصبح مستشار الرئيس”.
محاولة تحريف
وبحسب وكالة “أسوشيتد برس” فإن رسائل البريد الإلكتروني أظهرت أن غيرا، حاول أن يكون ضمن أحد المؤلفين الرئيسيين للتقرير، ويغير البيانات في التقرير قبل نشره، ليتمكن من القول إن إيطاليا “قامت بتحديث” خطتها لمكافحة الوباء في عام 2016، وهو ما لم تفعله، ولكن زامبون رفض وقدم شكوى داخلية بمزاعم محاولة الضغط عليه لتغيير البيانات، قبل أن يستقيل.
ويحقق المدعون العامون في العدد الهائل من الوفيات الناجمة عن فيروس كوفيد -19 في بيرغامو، وما إذا كان عدم استعداد إيطاليا للوباء لعب دوراً، وتوسع التحقيق ليشمل تقرير المنظمة، وما كشفته من معلومات عن عدم الجاهزية.
ضغوط سياسية
وأفاد فرانشيسكو زامبون، كاتب التقرير، لوكالة “فرانس برس” الأربعاء، بأن المنظمة واجهت صعوبات في مقاومة الضغوط السياسية، مذكراً بالتهم التي وجهت إليها حول عزوفها عن الضغط على الصين في موضوع منشأ الفيروس. وقال: “هذه القصّة الإيطالية الصغيرة تساعدكم على فهم القصة الصينية الكبيرة”.
وأشار متحدث باسم منظمة الصحة العالمية إلى أنها تدرس حالياً طلب مساعدة قضائية دولياً صادراً عن المدعي العام في بيرغامو”، مكرراً موقف المنظمة القديم حول سحب التقرير لاحتوائه “معطيات غير دقيقة وأوجه تضارب”.