استقبل عبد الباقي بن زيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، اليوم الثلاثاء 02 أوت 2022 بمقر وزارة التعليم العالي، سعادة سفير جمهورية الصين الشعبية بالجزائر لي جان.
وقد استعرض الطرفان واقع العلاقات الثنائية والتعاون والتبادل الجامعي في محال التعليم العالي والبحث العلمي، ولما له من أهمية وفائدة بالنسبة للبلدين، الجزائر والصين، نظرا للعلاقات التاريخية والسياسية والاقتصادية المتميزة، والتي تمتد إلى مرحلة ثورة أول نوفمبر المجيدة والكفاح المسلح ضد المستعمر من أجل تحرير الجزائر، ويتطلع الطرفان الجزائري والصيني إلى الإرتقاء بالتعاون إلى مستوى هذه العلاقات المتميزة.
وفي هذا السياق، شكل هذا اللقاء فرصة للسيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي لشرح الرؤية الجديدة للتعاون والتبادل الجامعي، والقائمة على الشراكة البناءة لبلوغ مرحلة التوأمة ليشمل التعاون الدولي حتى المؤسسات الإقتصادية والاجتماعية التي ترتبط بهذه المؤسسات الجامعية والبحثية والأكاديمية، التي يتم إبرام اتفاقيات تعاون وتبادل معها على أساس مبدأ رابح رابح.
وفي نفس الإطار، أعرب السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي بأن التعاون المبني على هذه الرؤية الجديدة، هو ما سيتم إنجازه بشكل فعلي وعملي وملموس من خلال المشاريع والبرامج المشتركة ، مشاريع التكوين والبحث والابتكار،المرتبطة بأولويات الحكومة والقطاع، وهي الأمن الغذائي والأمن الطاقوي والأمن الصحي أي صحة المواطن والذكاء الاصطناعي والرياضيات وخصوصا تطبيقاتها في شتى المجالات، وكذلك تبادل التجارب والممارسات الإيجابية ، خصوصا ما تعلق منها بتشغيلية خريجي الجامعات، وأساليب الحوكمة وعصرنة الجامعة ورقمنتها.
كما تطرق السيد الوزير إلى ضرورة تفعيل وتنشيط التعاون والشراكة بخصوص بنود الاتفاقية المتعلقة بالعلوم الطبية، والإسراع في وتيرة تجسيدها. ومما تجدر الإشارة إليه بأن هذا اللقاء ساده تفاهم وتطابق في وجهات النظر، بخصوص القضايا المدرجة في جدول هذا الاجتماع، كما أظهر الطرفان إصرارهما وعزيمتهما على المضي بالتعاون والتبادل قدما إلى الأمام لبلوغ مراميه وأهدافه، لاسيما وأن الإرادة السياسية متوفرة لدى السلطات العليا للبلاد والتي تشجع على التعاون والتبادل مع جمهورية الصين الشعبية.
وأبدى الطرفان استعدادهما لمراجعة برامج التبادل الجامعي والمنح وحركية الباحثين، بما يخدم التعاون القائم على مشاريع التكوين والبحث والإبتكار وحتى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، وهذا بما يعود بالأثر الايجابي على التنمية، وهذا من خلال لجنة مختلطة جزائرية صينية لوضع آليات تعاون جديدة تستجيب للمستجدات التي يعرفها البلدان ، وإعادة صياغة الإتفاقية الإطار، والتنظيم القانوني لضبط علاقات التعاون والتبادل الجامعي ، وخصوصا في المحالات المشار إليها سابقا، ووضع آليات للتقييم المستمر لعلاقات التعاون، وهذا لتدعيم الجوانب الايجابية وتكثيفها، وتصحيح الجوانب السلبية منها لإعطاء نفس قوي للتعاون والتبادل واستمرارهما بما يخدم طموحات الطرفين.
وقد أبدى سعادة سفير جمهورية الصين الشعبية رغبته في توسيع وتكثيف تعليمية اللغة الصينية في مؤسسات التعليم الجزائرية، وهو ما لاقى قبولا من طرف السيد الوزير، وخصوصا أن الجامعات الجزائرية قد عرفت تجارب مماثلة في هذا المضمار، على غرار تجربة تعليمية اللغة الايطالية والتركية، وهو ما سيتم القيام به مستقبلا، بخصوص تدريس اللغة الصينية، وهذا بتخصيص جامعات نموذجية لهذا الغرض.