كلمة معارضة سياسية تعني ان جماعة أو مجموعة أفراد يختلفون مع الحكومة على اساس ثابت طويل الامد.
و المعارضة هي أحد الأركان المهمة لتطوير المجتمعات و مقياسا للتقدم و الحضارة فيها، و يفترض بهذه المعارضة السياسية ان تحافظ على أصالة المجتمع و ثقافته و أخلاقياته، و هذا هو الأساس في اللعبة السياسية الموازية للحكومات.
و تعد الأحزاب السياسية في العالم هي الوقود الأساسي لممارسة المعارضة ( على فكرة المعارضة تمارس عبر قنوات قانونية خاصة).
فمثلا في فرنسا، كانت المعارضة جوهر أساسي في كل الحكومات المتعاقبة و تصدرت أحزاب معارضة المشهد السياسي في فرنسا كحزب الجبهة الوطنية و موقعه السياسي يمين متطرف، بينما كان أقصى اليسار ممثلا في الحزب الجديد المناهض للرأسمالية.
في ألمانيا حزب اليسار Die linke يساري معارض غير توافقي تماماً، بالإضافة لاحزاب أخرى لا يسعنا لا الوقت و لا المكان لذكرها.
بالعودة للجزائر فإن مصطلح المعارضة السياسية لم يفهم لحد الأن، فمعارضة الأحزاب السياسية كانت لسنوات موالاة للنظام السابق المخلوع، فاحزاب حمس و حزب العمال و غيرها كانت مجرد أحزاب لذر الرماد في العيون، و معارضتها كانت عبر ندوات صحفية كلامية موجهة للاستهلاك الصحفي، قبل أن تسقط كلمات رؤساء احزابنا الاشاوس داخل مبنى زيغود يوسف لتعوضها أيديهم الموقرة و هي ترفع لقانون وراء قانون، و تصبح المعارضة في خبر كان.
في هذا السياق المرير يستوقفني رئيس حزب جزائري ركب حراك 22 فيفري 2019 كركوب فارس لحصان عربي أصيل، و من ثم بحث عن تموقع فلم يجد فعاد للمنزل و انتظر و مع بداية الرئاسيات ذهب معارضنا الشرس في ندواته الصحفية يؤكد ان هذه الانتخابات هي مجرد رسكلة للنظام السابق، و قبل الانتخابات الرئاسية بيومين اطل علينا بتغريدة عبر تويتر كافرا بنتائج الانتخابات مهما كانت.
بعد فوز عبد المجيد تبون بكرسي المرادية و خطابه حول مد يديه للجميع، خرج المعارض المعروف بولائه للنظام و صداقته مع السعيد بوتفليقة، خرج و قال : انا على ما قال تبون و أظن أن الوقت قد حان للحوار و حزبي مستعد للحوار ( بصراحة لا أظن أن تبون يرغب في حوار مع أحزاب هزيلة).
بالطبع هذه الصورة السوداء للمعارضة في الجزائر لا تسر الناظرين، و مع حراك 22 فيفري كنا نأمل بمعارضة حقيقية تعطي الأرقام و الاحصائيات و تطرح البدائل و تصيغ الأفكار و تهندس للخطط و تصنع الرأي، و لكن…لكن تحولت معارضتنا السياسية من معارضة ندوات صحفية إلى معارضة مباشر على صفحات الفايسبوك، المشكل ليس هنا فالافكار تبقى أفكار و تصل بأي طريقة كانت، المشكل كان في ان هذه المعارضة نوعا ما متسربة بمعنى آخر لا علم لها في أصول السياسة و نظرياتها، بل و كانت معارضة اللايف هي سب و شتم و قذف و تشهير و تهييج و شعارات، نعم الشعارات الرنانة التي جعلت مبدأ الفكر السياسي يذهب إلى الجحيم.
هنا تذكرت أحد المعارضين الذي لم يترك استوديو لأي قناة مجهرية استضافته إلا و قال أنه عارض لخمسة و عشرين سنة، و ذهب إلى أبعد من ذلك عندما قال أنه دبلوماسي سابق يتقن ألعاب القنصليات و خفايا السفارات و سحر الفنادق المغلقة، ليطل علينا استاذ الوعي من صالون منزله لمدة سنة و أكثر عبر لايف مباشر على فايسبوك و قناة يوتيوب ( بوضع الياء قبل الواو لمنحها لكنة بريطانية). أستاذنا عارض بوصف أشخاص معارض هو لهم بشتى الاوصاف و لا داعي لذكر ذلك إحتراما للشهر الفضيل.
في نقطة أخرى من هذا العالم و بالضبط من أرض نابليون بونابرت، لبس أحد خيرة شباب الجزائر “الحراقة” ثوب المعارضة السياسية الإباحية، و كان البروفيسور مختص في العلوم السياسية لغرف النوم و للحياة الخاصة و لو لا نتفق مع السياسيين فالحياة الخاصة تبقى خاصة.
البروفيسور أعطى لنا لونا جديداً و معنى مفصلا عن المعارضة السياسية في وطن غابت نخبته عن القيادة، لتصبح ساحتنا مملوءة بكل أنواع المتسربين المدرسيين و سائقي سيارات الأجرة و الخبازين.
في الختام تذكرت أحدهم و هو يقول يجب أن نعارض أمام المبنى الأوروبي في بلجيكا، تذكرت أنه قال لهم تعالة بقوة : في تلك المدينة يقومون بطهي “فريت” بنينة.
صحة فطوركم و حيا الله الأحرار.
المعارضة في الجزائر … حيا الله الأحرار
التعليقات 11 تعليق
اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
السلام عليكم اخواني الاكارم حيا الله الأحرار ازول فلاون ههه
حيا الله شارب الزنجبيل يا درا يصوم ولا لا هاهاهاهاها زيطوط يااه
هاهاهاها حيا الله الأبقار
نتمنى تديرولنا مقال آخر تشرحولنا فيه معنى الموالاة، و كيف كنا نضحك عليهم في الجزائر زمن بن حمو و ظهر الآن الكثيرون من أمثاله
السلام عليكم إخواني الأفاضل ، حيا الله الأحرار في كل مكان حي الله الزنجبيل هاهاهاهاها
ليس هناك اي معارضة في الجزائر الذين يسمون انفسهم معارضين لم يستفيدوا من الامتيازات والمناصب العليا فقط
الفرد الجزائري لا يعترف بالمعارضة السياسية الممارسة من طرف سياسيين لانهم فقدو المصداقية خلال نظام الحكم السابق.
لذلك اصبحوا يرون اي شخص هارب من النظام او محكوم عليه كبطل سياسي معارض دون النظر لمستواه العلمي.
تجوزوا غير التعليقات لي تساعدكم
نعم المعارضة في بلادنا هي مجرد ستار للاختباء وراءه ، ومهمة لقضاء المصالح والحصول على الامتيازات.
للأسف المعارضة للحكومة الجزائرية الحالية بمستوى منحط وجد رديئ من أحزاب وأفكار لأشخاص متسربين من المدرسة مع أنها كانت موالية للنظام السابق من قبل
علاه دارو هكااااا ?♂️
المقال يستحق عمود في جريدة يومية كفيت و وفيت