تتواصل ردود الفعل المنددة والرافضة لإعلان أبوظبي رسمياً تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المحتل، لليوم الثاني على التواصل، معتبرين ذلك “خيانة” للأمة العربية والقضية الفلسطينية.
تونس
والبداية من تونس، حيث أدان حزب “حركة النهضة”، أكبر قوة سياسية في هذه البلد، “بشدة” اتفاق التطبيع الاماراتي مع إسرائيل، وعدته “اعتداءً صارخا على حقوق الشعب الفلسطيني وخروجا على الاجماع العربي والاسلامي الرسمي والشعبي ووقوفا مع الاستعمار الاستيطاني الصهيوني”.
وأكد الحزب في بيان، “دعمه وتضامنه مع الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية التي أجمعت على إدانة هذا الموقف (الإماراتي) واعتبرته عدوانا على الشعب الفلسطيني وعلى كل محب للحرية”.
كما دعا “الدبلوماسية التونسية المنحازة للقضية الفلسطينية إلى اتخاذ موقف واضح ضد هذه الخطوة الخطيرة، ومضاعفة الجهود لدعم الموقف الفلسطيني في كل المحافل العربية والدولية، والتصدي لكل مشاريع التفريط في الحق الفلسطيني”.
واعتبر أن الخطوة الإماراتية تعد “استفزازيّة للشعب الفلسطيني، وللأمتين العربية والاسلاميّة، ولكل الشعوب المناصرة للقضية الفلسطينيّة العادلة”.
لبنان
قال أمين عام “حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، إن ما قامت به الإمارات من تطبيع، هو “خيانة للقدس”، و”خدمة انتخابية” شخصية للرئيس الأمريكي دونالد لترامب، ولرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي هو في أضعف حالاته سياسيا. معتبراً أن ما قامت به الإمارات “عمل مُدان وخيانة للقدس”.
وأضاف في مؤتمر متلفز، بمناسبة الذكرى 14 للحرب بين “حزب الله” وإسرائيل: “لم نتفاجأ بما قام به بعض الحكام في الإمارات وهو مسار أوصل إلى هذه النتيجة، لكن يبدو أن الحاجة لإعلان الاتفاق هي أمريكية لأن ترامب بحاجة لإنجاز خارجي قبل نهاية ولايته”.
من جهته، اعتبر أمين عام دار الإفتاء اللبنانية أمين الكردي، أن من يطبع العلاقات مع إسرائيل في “جانب الباطل”.
وقال الكردي خلال إلقائه خطبة الجمعة في مسجد محمد الأمين بالعاصمة بيروت: “لو كل الزعماء والملوك والرؤساء يريدون أن يغيروا هذه الحقيقة، لا يزيدهم ذلك إلا خيانة ومذلة في معايير الحق”.
وأضاف أن “الكيان الصهيوني مغتصب لا يجوز شرعا الاعتراف به ولا يجوز شرعا التنازل عن أرض في فلسطين” مضيفاً “من يريد أن يطبّع مع إسرائيل والصهاينة ليبقى في عرشه فهو في جانب الباطل، وأي دولة عربية عندما ستنحرف عن طريق الحق سنقول”.
الكويت
أعلنت سبع قوى وتكتلات سياسية كويتية، رفضها المطلق للتطبيع مع “الكيان الصهيوني أو الاعتراف به”. مشيرة إلى أن مشاريع التطبيع مع الكيان الصهيوني استكمال لتنفيذ بنود صفقة العار المسماة صفقة القرن بشكل عملي”.
جاء ذلك في بيان مشترك، موقع من التيار العروبي، وحزب المحافظين المدني، وتجمع العدالة والسلام، والتحالف الاسلامي الوطني (شيعة)، وتجمع الميثاق الوطني، والحركة الدستورية الإسلامية (الإخوان المسلمون) وتجمع ولاء الوطني.
وقال البيان: “نعلن بشكل لا يقبل اللبس، أن التطبيع خيانة وليس وجهة نظر، والاعتراف بالكيان الصهيوني (إسرائيل) هو جريمة بحق فلسطين وأهلها والأمة العربية والإسلامية”.
وأضاف أن “إعلان إحدى دول مجلس التعاون الخليجي (الإمارات) اعترافها بالكيان الصهيوني الغاصب ونيتها لإقامة علاقات كاملة جاء بلا مبرر أو فائدة لهذه الدولة أو للأمة العربية والإسلامية”.
واستغربت القوى “الصمت العربي المطبق على استمرار الكيان الصهيوني بإجراءاته الإجرامية بحق شعبنا العربي الفلسطيني، سواء عن طريق العدوان المباشر أو غير المباشر واعتقال المواطنين العرب في فلسطين المحتلة وإذلالهم وسرقة أراضيهم وتدنيس المسجد الأقصى الشريف وإقامة المستوطنات وتهجير ساكنيها”.
لوكسمبورغ
أعرب وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن، عن شكوكه في أن اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات سيجلب الاستقرار للمنطقة، واصفا موقف أبوظبي بأنه “خذلان لأشقائها العرب”.
وأفاد أسلبورن في حوار أجراه مع إذاعة “دويتشلاند فونك” الألمانية، أن الاتفاق المذكور لم يبرم خلال الشهرين الماضيين، مشيرا إلى أن هذا التقارب كان ملحوظا خلال العامين أو الأعوام الثلاثة الماضية.
وأضاف: “من الواضح أن السنّة في الخليج يتحالفون مع إسرائيل ضد إيران، أعتقد أن ما حدث لم يكن ليحدث لولا سياسة إيران، ولطالما رأينا أن التضامن مع الفلسطينيين وخاصة في الخليج لم يعد أولوية”.
ولفت إلى أن إسرائيل أعلنت رسميا أنها تستطيع تصور حل الدولتين، لكن التطورات الجارية تناقض هذا الحل. وأردف: “ما لم يتحقق حل الدولتين، وأنا مقتنع بذلك، فلن يكون هناك استقرار حتى بين دول الخليج نفسها”.
واستطرد: “الفلسطينيون والشعب الفلسطيني من العرب عالقون حقا بين الخيوط، وفيما لو تم إسقاط حل الدولتين، وهذا ممكن بطبيعة الحال، أعتقد حينها أن الاستقرار لن يتحقق في هذه المنطقة”. –
المغرب
وفي المغرب، أدانت حركة “التوحيد والإصلاح” المغربية بشدة قرار تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل الذي أعلن عنه الخميس.
وقالت “التوحيد والإصلاح” في بيان نشرته في موقعها الإلكتروني الرسمي، “نعلن إدانتنا الشديدة لهذه الخطوة التطبيعية المذلة التي أقدم عليها مسؤولو دولة الإمارات العربية المتحدة”.
وأكدت الحركة التي توصف بالذراع الدعوية لحزب “العدالة والتنمية” قائد التحالف الحكومي بالبلاد رفضها “المطلق لأيّ تطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل والغاصب تحت أي مبرر كان”.
ودعت الحركة إلى “دعم صمود الشعب الفلسطيني في خيار المقاومة من أجل دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.كما عبرت عن استعدادها للانخراط في “كل المبادرات والفعاليات السّلمية المناهضة للتطبيع وحماية المجتمعات العربية والإسلامية من الاختراق الصهيوني”.
واعتبرت الحركة الاتفاق بين مسؤولي دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل “مرفوض”، وعدته أيضا “خيانة وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني المقاوم وخذلانا للإجماع العربي في موقفه الموحد ضد الاحتلال الصهيوني”.
اليمن
أعلن قادة وأحزاب يمنيون، رفضهم اتفاق تطبيع العلاقات بين دولة الإمارات والاحتلال الإسرائيلي، واصفين إياه بأنه”جناية وخيانة تاريخية”.
وقال حزب التجمع اليمني للإصلاح؛ أكبر حزب إسلامي في اليمن إن تطبيع الإمارات مع الاحتلال الإسرائيلي، “جناية تاريخية” لن تجني الشعوب منه سوى الهوان.
وأكد الحزب على لسان نائب رئيس دائرة الاعلام، عدنان العديني، أنه “لم تقم دولة للفلسطينيين، رغم السلام الكلي الذي منحه التطبيع للكيان الصهيوني، منذ انطلقت مواكب الحجيج إلى تل أبيب” مضيفاً “كل ما فعله العرب أنهم تخلوا عن القضية التي تأسس على ضفافها ومن أجلها وجدانهم العربي وموقفهم السياسي وإرادتهم الجماعية”.
ومضى قائلا: “المطبعون يتنازلون عن كل شيء مقابل الانخراط بشرق أوسط يقوم على أنقاض العرب كأمة وكيان واحد قادر على التحكم بمصيره أو التأثير في قضاياه”، مشيرا إلى أنه “سينحصر الدور العربي في مهمة مكافحة نفسه وتفتيت وضرب نقاط قوته، من أجل استمرار الهيمنة الإسرائيلية”.
من جانبه، وصف الحزب الناصري اليمني، التطبيع الإماراتي مع الاحتلال الإسرائيلي بأنه خيانة لأهداف الأمة وتطلعاتها.وقال إن اعتراف الإمارات العربية بالعدو الإسرائيلي، يعد “استسلاما له وتماهيا مع ممارساته العنصرية ومطامعه وعدوانه واحتلاله وسيطرته على الأراضي العربية بالقوة، وتفريطا بالحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني، ونكوصا عن الالتزامات الأخلاقية والقومية تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية”.
واعتبر الحزب في بيان صادر عن الأمانة العامة له، الاتفاق الإماراتي مع الكيان الصهيوني “تخليا عن الالتزام بالقرارات العربية والدولية، ويلحق أبلغ الضرر بالتضامن العربي ومصالح الأمة، معبرا عن إدانته هذا الاتفاق بأشد عبارات الإدانة ويستنكره ويرفضه.
ودعا الحزب اليمني كل الدول العربية التي عقدت اتفاقات مع الكيان الصهيوني إلى التراجع عنها، ومراجعة مواقفها أمام شعوبها وأمام التزامها الأخلاقي والقومي بقضية الشعب العربي الفلسطيني وبحماية القدس الشريف.
من جهته أكد القيادي الجنوبي البارز حسن باعوم، أن الوقوف إلى جانب الفلسطينيين واجب قومي وإنساني تجاه شعب عربي مسلم، له الحق في بناء دولته واستعادة أرضه، وليس منّة.
وفي بيان، قال القيادي الجنوبي؛ “إننا منذ استقلال دولتنا الجنوبية عام ١٩٦٧م ونحن مناصرون للشعب الفلسطيني وقضيته، ولقد احتضنت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية آنذاك، قضية الشعب الفلسطيني، واستقبلت القيادات والثوار الفلسطنيين، ووفرت لهم التدريب والمعسكرات والسلاح، كما دعمنا القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية والإسلامية والعربية”
فلسطين
اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن الإمارات أول دولة تقر بصفقة القرن الأمريكية المزعومة.
وقال عريقات في بيان صحفي، إن “الإمارات قامت بمكافأة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على جرائم الحرب التي يرتكبها بحق أبناء الشعب الفلسطيني، مقابل ورقة تين عنوانها تجميد مؤقت لعملية الضم، فيما أكد الأخير أنه سيستمر بخططه، ولن يتخلى عنها”.
وأضاف “هذا يعني الحكم بالإعدام على أي إمكانية تحقيق السلام الحقيقي القائم على مبدأ الدولتين على حدود 1967 في المنطقة، وتكريس لفكرة الدولة بنظامين التي تعتبر أساسا لمشروع (ترامب- نتنياهو) المسمى صفقة القرن، والتي أصبحت الإمارات الدولة الوحيدة بالعالم التي أقرتها”.
من جهته، أدان “المجلس الوطني الفلسطيني”، اتفاق تطبيع الإمارات مع إسرائيل، واعتبره “عدوانا سافرا” على الشعب الفلسطيني وقضيته.
وشدد المجلس على أن “القضية الفلسطين