أولا و قبل كل شيء ،عزيزي الحالم ، أنا فخور بأننا نسمع بعضنا اليوم ، نعم نحن أصحاب “عزة النفس” لا زال لنا صوت جميل ، صوت غَناء ، أن لا “أحد” وفعلا لا أحد يمكنه أن يتأمر علينا ، أو يجبرنا على فعل شيء ، نحن لا نطرق الأبواب هنا ، ان شككت بعد هذه العبارة ولو لوهلة بأنك قد طرقت باباً يوماً فلا مكان لك معنا هنا ، لسنا من طارقي الأبواب و ضع هذه الجملة كالحلق في أذنك ، اذكر يوما ما ، في حينا ، كان هناك طفل غني كان يحمل بين يديه حلوى غالية جدا ، بالنسبة لابناء حينا المتواضعين طبعا، و لكنه فجأة اراد كسر كبريائهم ، وهم يتباكون على “حلواه”، قال لهم سأستدير و ارمي الحلوى على الأرض و من يحصل عليها يأكلها ، قبل الجميع العرض . إلا أحدهم ، قال إنه ليس “كلباً” و يفضل ان لا يأكل الحلوى طوال عمره ، على أن يطبق شرطه ، لقد تحصل الفتى على الحلوى في النهاية ، حصل على الكمية الاكبر ، ليس من ذلك الطفل ، فهو لايقدر “عزة النفس” ، حصل عليها من شخص قدر تصرفه حق قدره ، و أظنكم تعرفون من هو هذا الشخص ، قد تبدوا لك الحكاية مجرد صدفة ، و لكن ، و على سبيل التوكيد ، ما رأيك لو اخبرتك ان الإمام الأندلسي الجليل ،عليا ابن حزم ، رفض أن يلعب في صغره مع ولي عهد الخليفة بجلالته لأنه أراده ان يلعب دور الحصان بينما يكون ولي العهد الفارس ، قد تقول أن هذا بديهي، بالطبع لن يفعلها ، ولكن مع كل احتراماتي بعضكم قد يفعلها أو يكون “قد فعلها” من أجل عيون من هم أذل قدرا من الخليفة ، لقد لام والد ابن حزم ابنه على رفضه اللعب مع ابن الخليفة ذلك اليوم ، و لكن لولا عزة نفس ابن حزم لما سمعت اسم والده في حياتك ، لو رضي ابن حزم بموضع الخنوع ، لبقي كما تقولون “ط…لا” إلى يوم يبعثون ، و لكنه و بدل ذلك ، بعبره و مناقبه اسهم اسهاما لا ينكره الا جاحد في ارشاد الأمة الى طريق الصواب ، ابن حزمٍ علمنا ان لانكون كلابا أو طارقي ابواب للأعلى شانا ، و لكن للأسف هناك من يطرق باب الاعلى و يرضى ان يكون كلب الأذل.
ثقافة وفن