من الوجهة التاريخية ، و حينما ينظر الأوروبيون او الغربيون بشكل عام إلى الشعب المضطهدة في انحاء العالم ، فإنهم في الواقع لا يأسفون على افتقار تلك الشعوب إلى ما يسمونه حريةً و رقيا و تقدما ، و إلى افتقارها إلى مافي الدول الغربية من اشكال رفاهية و تمتع يعرفها منا القاسي قبل الداني ، مثلاً ، في كوريا الشمالية لايستطيع الناس حتى قرائة الصحف ، و لا شراء انواع الملابس و ماركاتها التي تشتهيها أنفسهم ، ولا حتى الإستماع إلى موسيقى غير خاضعة لرقابة و علم الحكومة ، نعم ، حتى الموسيقى يا عزيزي القارئ ، التي باتت اليوم في شوارعنا أمرا عاديا قد لا يخطر ببالنا حتى أن الإستماع اليها قد يكون حلماً في أوطان أخرى ، أضف إلى ذلك انهم محرومون حتى من اختيار ألمهم ، انا أعرف ان العبارة غريبة قليلا و غير مفهومة لذلك سأتفضل و اشرحها لك ،الكوريون يا عزيزي ليس مسموحا لهم أن يختاروا التزاماتهم إختيارا حرا ، وهم مرغمون على تضحيات لا يستحقونها ، أو لم يكونوا ليختاروها لولا الإجبار و الإضطهاد و السخرة ، و هذا أمر لو تعلمون خطير ، و يتعدى ضرره الحدود العادية ،إن من أكثر الأثار الجانبية بروزا من الإضطهاد الحقيقي المفروض عليهم الذي هو الألم الذي أجبروا عليه بغير وجه حق ، هو الإفتقار للمسرة و الضحكة و الإبتسامة.
ثقافة وفن