إستحدثت الإذاعة الجزائرية عشرة (10) مكاتب دائمة على مستوى الولايات الجديدة بجنوب البلاد في إطار مساعي هذه المؤسسة الإذاعية الرامية إلى توسيع نطاق بثها وتعزيز الإعلام الجواري، كما أفاد اليوم الأحد بورقلة المدير العام لهذه المؤسسة الإعلامية .
وأوضح السيد محمد بغالي في كلمة ألقاها خلال ملتقى وطني حول ” الإذاعة الجزائرية… المسارات التاريخية والتحولات التكنولوجية”، “أن هذه المكاتب من شأنها أن تمكن ساكنة الولايات الجديدة من خدمة إعلامية كغيرهم من ساكنة باقي الولايات ، وهي بمثابة مشاريع لإذاعات في المستقبل”.
وأشار بالمناسبة الى أن ” الإذاعة الجزائرية اليوم تتمثل في 48 محطة جهوية و10 مكاتب في الولايات الجديدة وثلاثة (3) قنوات وطنية ناطقة باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية، بالإضافة إلى إذاعة الجزائر الدولية وإذاعة الشباب “جيل أف-أم” وإذاعة القرآن الكريم.
- وأكد السيد بغالي أن سنة 2021 شهدت بفضل جهود العاملين بهذه المؤسسة الإعلامية الوطنية بعض الإنجازات، على غرار تمديد ساعات بث إذاعتي القرآن الكريم والثقافية، فضلا عن تمديدها إلى 24 ساعة يوميا ببعض الإذاعات الجهوية، على غرار إذاعات مستغانم وسطيف وبومرداس.
وفي هذا الصدد أبرز ذات المسؤول أن ” كل هذه الإنجازات تصب في اتجاه تمكين المواطن من الخبر ذي المصداقية في أي مكان من هذا الوطن الحبيب وحتى خارجه وفي أي وقت”.
وأشار إلى أن “مؤسسة الإذاعة الجزائرية العريقة لم تولد كما تولد أي مؤسسة إعلامية عادية بموجب مرسوم، ولكنها ومنذ أيامها الأولى نشأت كإذاعة سرية ساهمت في تنوير الشعب الجزائري بضرورة الحصول على الإستقلال “.
وأضاف ” إن تلك الحادثة الجميلة، المتمثلة في الصعود إلى قمة مبنى شارع الشهداء بالجزائر العاصمة ذات 28 أكتوبر 1962، وهو الصعود الذي انتهى بنزع علم الإحتلال الفرنسي ووضع بدله علم الجزائر المستقلة “، هذه الحادثة يقول السيد بغالي” كانت رمزيا وتمثل المرسوم الذي بموجبه ولدت الإذاعة الجزائرية “.
- وأوضح “أن الإذاعة الوطنية ومنذ الأيام الأولى من تأسيسها تحمل على عاتقها مسؤولية وطنية كبيرة تجاه هذا البلد العزيز، حفاظا على استقراره وأمنه ووحدته وانسجام مجتمعه” .
وأبرز في هذه السياق بأن “هذا الدور الذي تؤديه اليوم الإذاعة الوطنية أكثر أهمية من أي وقت سابق، نظرا لما تتعرض له الجزائر من أبشع أنواع الإشاعات والأخبار المغلوطة” ، معتبرا ” أن مفجري هذه الحروب يريدون شرا بالمجتمعات، وضرب الثقة بين المواطن والدولة وكذا الإستقرار النفسي للمواطنين وإيمانهم في قوة أوطانهم “.
وإيمانا منا بدورها الوطني فإن الإذاعة الوطنية يقول السيد بغالي “وضعت نفسها في الجبهة الأمامية لمواجهة هذه المؤامرات واختارت المواجهة باستعمال أنظف ما يجب أن يستعمل من أسلحة إعلامية التزاما بقواعد المهنة وبأخلاقياتها”، مشددا في هذا الشأن على ” أن مواجهة الخبر الكاذب لا يمكن أن يكون إلا بنشر الخبر ذي المصداقية ومواجهة الإشاعة وبنشر الأخبار المتأكد من صحتها من مختلف المصادر”.
وأشار المسؤول الأول للإذاعة الجزائرية الى أن هذه الأخيرة مازالت تساهم في رد العديد من الهجمات التي تسعى إلى ضرب استقرار الجزائر ووحدتها.
- وذكر أن “الإذاعة الوطنية ولا فخر هي اليوم المؤسسة الإعلامية الأكثر انتشارا في الجزائر، وهي من بين المؤسسات الإعلامية الأكثر تأثيرا في الرأي العام الجزائري ، وهي كذلك من بين المؤسسات الإعلامية الأكثر التزاما بقواعد المهنة وأخلاقياتها “.
وفيما يتعلق بعصرنة الوسائل، أكد السيد بغالي أن الإذاعة الوطنية تكاد تكون الوسيلة الإعلامية الوحيدة في الجزائر، الأكثر استخداما لوسائل الإتصال الحديثة والرقمنة، حيث أطلقت في شهر يناير المنصرم منصتها الرقمية الجديدة التي تلتزم بأرقى وأحدث المقاييس الدولية في هذا المجال، إلى جانب تطبيقها الإلكتروني الجديد، والفضل يعود , كما أضاف, إلى الكفاءات الجزائرية من تقنيين ومهندسين.
تجدر الإشارة أن الملتقى الوطني حول ” الإذاعة الجزائرية المسارات التاريخية والتحولات التكنولوجية”، نشطت أشغاله مجوعة من الأساتذة من عدة جامعات ، من خلال محاضرات ذات الصلة بمواضيع متنوعة منها : “الإعلام الإذاعي الجواري ودوره في الحفاظ على ذاكرة الشعوب، وموروثها الثقافي واللغوي “و “دور الإذاعة في تعزيز قيم المواطنة “.
- كما تم التطرق أيضا خلال هذا الملتقى الذي تميز أيضا بحضور صحفيين وإطارات من الإذاعة الجزائرية وأكاديميين، إلى “المعايير الأخلاقية والإذاعات الجوارية …الراهن والمستجد في مواجهة أشكال الكراهية”، و”الإذاعة الجزائرية …الإستمرارية والتحدي” و”الإعلام الإذاعي في البيئة الرقمية ودراسة وصفية لتقديم المحتوى في موقع الإذاعة الجزائرية.”