بوغالي : ” قانون البلدية والولاية تكريس لدولة القانون”

نور31 مايو 2022آخر تحديث :
بوغالي : ” قانون البلدية والولاية تكريس لدولة القانون”

أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، السيد ابراهيم بوغالي، أن هذا اليوم البرلماني يسلط الضوء على قانون البلدية والولاية بين واقع التسيير وطموحات الإقلاع الاقتصادي بهدف المساهمة في مكاشفة الواقع وتقييم مخرجات الممارسة لتحديد مواطن العطب وعوامل كبح التنمية والإقلاع المأمول سواء على مستوى الآليات التشريعية والتنظيمية أو على مستوى التنسيق بين الفواعل المختلفة أو على مستوى تعبئة الوسائل والموارد المادية والبشرية أو على مستوى مسار رسم السياسات المحلية للتنمية من التصميم إلى التنفيذ.

وخلال كلمته التي ألقاها عند افتتاح اليوم البرلماني الذي نظمته المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني حول موضوع ” قانون البلدية والولاية بين واقع التسيير والإقلاع الاقتصادي”، أوضح أن المقاربة الشاملة للسيد عبد المجيد، تبون رئيس الجمهورية، لتكريس دولة القانون وإرساء قواعد الحكامة الرشيدة مركزيا ومحليا قد ارتكزت في المقام الأول على استكمال البناء المؤسساتي بالاعتماد على الإرادة الحرة والسيدة للمواطنين في عملية تجديد المجالس المنتخبة مع السهر على استبعاد كل مظاهر الفساد عنها وتشجيع الكفاءات الجامعية والطاقات الشابة من تبوء المراكز الجديرة بها واستندت تلك المقاربة في المقام الثاني على فتح ورشات مراجعة وتكييف الأليات والنصوص التشريعية والتنظيمية الضابطة لأنماط التسيير ومراجعة التنظيم الإقليمي للبلاد.

وأضاف السيد بوغالي ان البلدية والولاية باعتبارهما فضاءات قاعدية لممارسة الديمقراطية التشاركية مدعوة لتدعيم قدراتهما في الاستماع والانصات لانشغالات الموطنين وتحسين أساليب الاستجابة لتطلعاتهم ضمن رؤية واقعية ومنسجمة مع المتاح من الإمكانيات وتوخي الشفافية .
ويظل تحسين الإطار المعيشي للمواطنين ضمن الأولويات في استراتيجية محكمة لوضع مخططات تنموية تقوم بالأساس على تسيير البرامج والأهداف وتضع المواطن وهدف تقليص الفوارق الجهوية في صلب اهتماماتها.

كما ذكر رئيس المجلس الشعبي الوطني بدور الجماعات المحلية في إحداث الإقلاع، ذلك أن أساس البناء إنما يبدأ من البلدية باعتبارها اللبنة الأساس التي يقوم عليها صرح النهضة ثم الولاية باعتبارها الحيز الإقليمي الذي يحدد أولويات التنمية، ولأن البلدية أقرب المؤسسات إلى المواطن وأكثرها علاقة به، ولأنها أداة التفاعل الحيوي بين الدولة والمواطن، ولأنها وسيلة هامة للتشارك المجتمعي وفيها ومنها تكمن حقيقة الديمقراطية التشاركية وعليها يُعتمد في إبراز دور المجتمع المدني وانخراطه في الفعل التنموي.
ونوه السيد بوغالي في نفس الوقت بهذا اليوم البرلماني الذي يدخل في إطار اهتمام الدولة بالتصور الجديد الذي يطرحه برنامج السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية بالشأن المحلي، وهو الأمر الذي تجلى واضحا من خلال المعاينة والرصد الدقيق لمناطق الظل، هذا الرصد الذي كان بداية انطلاق لعهدته مباشرة بعد انتخابه رئيسا للجمهورية، وهي إشارة واضحة وتوجيه مباشر لجميع الجهات المسؤولة لتُولي اهتماما خاصا بالجماعات المحلية والتركيز على النقائص والعراقيل والمعوقات التي تقف في وجه التطور المنشود.

كما ذكر رئيس المجلس ايضا بأن للقوانين الضابطة والمنظمة من الأهمية ما يستدعي المراجعة وإعادة النظر، وذلك بتوسيع دائرة الصلاحيات، غير أنه ينبغي التذكير أيضا أن العنصر البشري يكتسي من الأهمية البالغة في تحقيق الأهداف وتجسيد المأمول وتنفيذ البرامج المختلفة، ونقصد بالعنصر البشري القادر والمتكون والمتشبع بروح المسؤولية في إطار مجالس منتخبة منسجمة لها القدرة على الإسقاط ومراعاة خصوصية الإقليم وطبيعة المنطقة.

ولقد أصبح من الضروري أن يوكل التسيير إلى العنصر البشري القادر، وفي الوقت نفسه لابد من حمايته ومرافقته، وتوفير الأجواء الملائمة للعمل، وإعطائه فرص المبادرة والحركة، لننتقل من التسيير النمطي التقليدي إلى التسيير المبدع الخلاق للثروة، والذي يعمل على استجماع القدرات والإمكانيات المتاحة وحسن توظيفها وتوزيعها، وفي هذا الصدد ينبغي أن تتعاون جميع الجهات ذات الشأن ابتداء من دور الأحزاب في التكوين والتأطير والتأسيس لثقافة سياسية تضمن الممارسات الديمقراطية، وانتهاء بدور المجتمع المدني في المرافقة بوعي ومسؤولية، وإنها عوامل مهمة لتحقيق ما تسعى إليه الجزائر الجديدة بخطى ثابتة نحو استجماع كل الأسباب المحفزة من أجل تجديد وطني شامل، بفضل الإرادة السياسية المعلنة التي زاوجت القول بالفعل، فإرادة التحول ما فتئت تظهر ملامحها يوما بعد يوم بالمنهجية الهادئة والهادفة المتبعة في صناعة القرار.

واختتم السيد بوغالي مداخلته ليخص السادة المنتخبين المحليين عبر الوطن بالقول “إننا جميعا معنيون بهذا التحول الذي يطمح إليه شعبنا بعد هذا التجديد الوطني، فالأمل معقود عليكم في إحداث الهبة المنشودة وإنكم قادرون على ذلك وأنتم تمثلون ضمير الأمة وصوتها، فالمسؤولية بقدر ما هي جسيمة وصعبة بقدر ماهي شريفة تليق بكل شريف آثر أن يقدم حظ الأمة على حظ نفسه خدمةً لهذا الوطن الذي يستحق منا كل التضحية”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل