وصفت مجلة “إيكونوميست” الاقتصادية الشهيرة تفشي مرض قصر النظر بين طلاب المدارس، بأنه وباء جديد، يرتبط بنمط الحياة العصرية.
ويصيب “قصر النظر” طلاب المدارس ويهدد بحدوث مشكلات صحية كبيرة في المراحل التالية من حياتهم، والسبب في ذلك هو الجلوس في قاعات الدراسة لفترات طويلة.
وأوضحت المجلة أن آسيا أصبحت مركزا لهذا الوباء الجديد بسبب جلوس التلاميذ في فصول دراسية مضاءة بشكل خافت نسبيا، كما يشعر الغرب كذلك بالقلق من المرض الذي أثبتت الدراسات أنه أصبح منتشرا بصورة كبيرة.
وقبل فترات الازدهار الاقتصادي، التي بدأت في الستينيات، كان “قصر النظر” غير شائع في شرق آسيا، أما الآن فيكاد يكون في كل مكان بين الصغار. وفي هونج كونج وسنغافورة وتايبيه، يعاني أكثر من 80 في المائة ممن أنهوا دراستهم من “قصر النظر”.
وفي سيول، عاصمة كوريا الجنوبية، يعاني منه 9 من بين كل 10 شبان صغار، كما لحقت الصين، التي بدأت صعودها الاقتصادي بالركب أيضا، حيث تظهر البيانات من مناطق بعيدة مثل جوان جو في الجنوب ومنغوليا في الشمال معدلات تصل إلى حوالي 80 في المائة.
وتشير دراسات إلى معدلات إصابة تتراوح بين 20 و40 في المائة في أوروبا، وحوالي 59 في المائة للفئة العمرية بين 17 إلى 19 عاما في الولايات المتحدة.
ويشير التقرير إلى المشكلات التي يسببها هذا المرض، ومن أهمها تكلفة النظارات والعدسات اللاصقة وضرورة استعمالها مدى الحياة، كما أنه يتسبب في أمراض العيون الأخرى في منتصف العمر والتي يمكن أن يتسبب بعضها في فقدان البصر غير القابل للعلاج.
وتشير الأدلة العملية إلى أن التعرض المنتظم لضوء النهار الساطع أمر حيوي في التحكم بشكل صحيح في نمو عيون الأطفال، وأن قلة الضوء تؤدي إلى طول وقصر النظر، لذلك يكمن الحل في ضرورة بقاء الأطفال خارج قاعات الدراسة، أي في الهواء الطلق، لأوقات طويلة، بحسب موقع “الحرة” الأمريكي.
ووجدت دراسات أجريت في تايوان، خاصة على تلاميذ التعليم الابتدائي، أن بقاء الأطفال خارج المدرسة يمكن أن يقلل معدلات الإصابة بالمرض، وبالفعل استطاعت تايوان عكس الارتفاع المستمر منذ عقود في معدلات قصر النظر.
ورأت المجلة أن العمل الجماعي للحكومات يمكن أن يحل المشكلة مع طمأنة الآباء القلقين بأن قضاء أبنائهم وقتا أقل في الفصل الدراسي “لن يكون كارثيا” على تعليمهم، مع تركيز التعليم في قاعات الدراسة على سنوات المراهقة، كما أن البقاء لأوقات طويلة في الملاعب مثلا يمكن أن يحل مشكلات أخرى مرتبطة بعصرنا الحالي مثل السمنة.
وقِصر النظر لدى الأطفال يعني رؤية الأشياء البعيدة بشكل غير واضح. وتتمثل أسباب قِصر النظر لدى الأطفال تتمثل في قلة التعرض لضوء النهار وكثرة الجلوس أمام شاشة التلفاز والحاسوب، إضافة إلى بعض الأمراض مثل السكري، كما أن الولادة المبتسرة ترفع خطر الإصابة بقِصر النظر.