تهاني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، إلى كافة الضباط وضباط الصف ورجال الصف والمستخدمين المدنيين للجيش الوطني الشعبي بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي
يسعدني ونحن على أعتاب الاحتفال، لأول مرة في تاريخ الجزائر المستقلة، باليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي، الموافق للرابع أوت من كل سنة، الذي أقره السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، أن أتوجه إلى جميع الضباط وضباط الصف ورجال الصف والمستخدمين المدنيين للجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، بأسمى آيات التبريكات والتهاني، مشفوعة بأصدق التمنيات بالتوفيق والسداد في حياتهم المهنية والعائلية، راجيا أن يديم سبحانه وتعالى عليهم وعلى أهلهم وذويهم الصحة والسعادة والهناء.
ففي الرابع أوت من عام 1962، تقرر تحوير جيش التحرير الوطني إلى الجيش الوطني الشعبي، لتنطلق المسيرة الطويلة والمظفرة لجيشنا نحو تحقيق انجازات مشهودة على كافة الأصعدة وفي كل المجالات، لاسيما منها المساهمة الفاعلة في بناء وتشييد أسس الدولة الجزائرية المستقلة، والدفاع عن حرمتها وسلامة أراضيها ضد كل الأخطار والتهديدات، ثم مجابهة الإرهاب الهمجي واستئصاله منجذوره بكل ثقة وشجاعة.
بالتزامن مع ذلك، واصل الجيش الوطني الشعبي العمل على تقوية وتطوير قدرات المنظومة الدفاعية الوطنية وجاهزيتها العملياتية، مع كل ما يتطلبه ذلك من تكوين للرجال وامتلاك لأحدث الأسلحة والمعدات والتقنيات، في إطار رؤية استشرافية، نرى اليوم نتائجها جلية في الميدان، من خلال السكينة والأمن اللذين يطبعان الجو العام لبلادنا بالرغم من السياقات الدولية غير المستقرة على مستوى فضائنا الإقليمي وحتى العالمي.
إن ما تحقق وسيتحقق بإذن الله وقوته، لم يكن ليتجسد لولا ذلك التلاحم الأبدي بين الشعب الجزائري وجيشه، عبر كافة مراحل تاريخنا الطويل، تلاحم لا يزال يشكل القوة الكامنة التي تحفظ بلادنا وتدفعها نحو مستقبل أفضل.
إنها إذن مناسبة غالية، نقف فيها بإجلال وإكبار أمام كل التضحيات التي قدمها أبناء الجزائر الشرفاء، في كل زمان ومكان، ولنجدد العهد ونؤكد العزم على السير على دربهم والحفاظ على أمانتهم الغالية، ببذل كل الجهود اللازمة حتى ندافع بالنفس والنفيس عن حياض بلادنا ووحدتها الترابية.
إن هذا اليوم الوطني ليس فقط عيدا للجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، بل هو عيد لكل الجزائريين، الذين يحتفون بأبنائهم المنخرطين في صفوف المؤسسة العسكرية، وهو أيضا تكريم من الجزائر لرجالها، الذين خدموها بكل شرف وإخلاص وقدموا أعز ما يملكون من أجل أن تبقى بلادنا واقفة وشامخة.
وإذ أجدد تهاني الخالصة إلى كل أفراد الجيش الوطني الشعبي، المرابطين عبر كامل ربوع الوطن، فإنني أدعوهم إلى مزيد من البذل والعطاء في سبيل توفير كافة موجبات الأمن والاستقرار لشعبنا وبلدنا، داعيا إياهم إلى الانحناء ترحما على أرواح شهدائنا الأبرار وشهداء الواجب الوطني.