أعلن ممثل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية خميس البوزيدي، اليوم الأحد بوهران، أنّ الجزائر ترأس الفريق المعني بتطوير البعد الشعبي للجامعة العربية و الذي يعتبر من أولوياتها لتطوير منظومة العمل العربي المشترك.
في كلمته خلال أشغال منتدى تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك، أبرز البوزيدي أنّه تم تشكيل الفريق الرابع المعني بتطوير البعد الشعبي للجامعة العربية في منظومة العمل العربي المشترك برئاسة الجزائر التي تعكف الآن على إعداد الصياغة النهائية لمعايير موحدة يلزم توفرها لدى منظمات المجتمع المدني العربية بمنحها صفة مراقب في أجهزة وآليات جامعة الدول العربية مما سيوثق علاقات المنظمة مع مؤسسات المجتمع المدني ويفتح المجال أمام هذه الأخيرة لمواكبة مسيرة العمل العربي المشترك والوقوف عند ما يتحقق من تقدم في تعزيز العلاقات البينية العربية-العربية.
وأضاف أنه انطلاقا من إيمان جامعة الدول العربية بالدور “الهام والبارز” الذي يمكن أن تقوم به مؤسسات المجتمع المدني، تواصل الجامعة العربية الاطلاع بدورها كمنصة جامعة لتنسيق السياسات والمبادرات والاستراتيجيات التي تمس صلب الواقع المعيشي للمواطن العربي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وذلك من خلال المجالس الوزارية المختلفة والمنظمات العربية المتخصصة حيث سعت مع تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد إلى تنسيق الجهود ووضع رؤى مستقبلية للتحرك الجماعي الفاعل لاحتواء الآثار السلبية للجائحة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
كما أبرز خميس البوزيدي سعي جامعة الدول العربية إلى “تعزيز الاستجابة العربية في مواجهة أزمات شبيهة في المستقبل ولعل في مقدمتها قضايا التغير المناخي والنزوح واللجوء والاتجار بالبشر” .
ويعكس تنظيم هذا المنتدى بمشاركة أجيال مختلفة يجمعها الاهتمام بمسيرة العمل العربي المشترك والحرص الصادق على تطويرها -يضيف ذات المتحدث- “وعيا عميقا” بحجم التحديات التي تجابهها المنطقة العربية مما يستدعي حوارا تفاعليا يقوم على مقاربة تشاركية تحكمها جملة من الثوابت أهمها “الالتزام بمبدأ تعزيز الأمن القومي العربي في جوانبه المتعددة لمواجهة التحديات المشتركة” والبناء على ما تم انجازه عربيا منذ تأسيس جامعة الدول العربية وما تم اعتماده من سياسات تكاملية وتثمين مختلف المبادرات الاندماجية لمؤسسات العمل العربي المشترك في عديد المجالات.
وبخصوص منتدى وهران،لاحظ البوزيدي أنّ اللقاء ينعقد اسابيعا قليلة قبل القمة العربية بالجزائر التي سيتم خلالها “مواصلة التنسيق لتأمين كافة أسباب نجاحها بما يستجيب لتطلعات الشعوب العربية ويواكب التطورات الراهنة على الساحة الدولية بما تطرحه من تحديات وذلك في كنف التوافق مع كافة الدول العربية ولاسيما الجزائر التي ستستضيف أعمال هذه الدورة تزامنا مع احتفالاتها بالذكرى ال 68 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة بكل ما لهذا التزامن من رمزية تعالي من قيم النضال المشترك في سبيل تحقيق مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة”.
وأشاد بالمرصد الوطني للمجتمع المدني بالجزائر الذي يعد -حسبه- من المكاسب المؤسساتية الهامة في المنطقة العربية حيث تم إنشاؤه بمبادرة سامية من لدن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إيمانا منه بالدور الحيوي لمؤسسات المجتمع المدني في المساهمة في نشر قيم المواطنة وتشجيع العمل التطوعي والعمل لصالح العام في جميع المجالات تحقيقا لأهداف التنمية الوطنية.
وأكد حرص الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيث على متابعة ما سيخلص له هذا المنتدى من مقترحات ورؤى ومواقف بشأن سبل تعزيز العمل العربي المشترك انطلاقا من إيمانه الراسخ بضرورة تضافر جهود جميع الفاعلين من حكومات والمجتمع المدني ووسائل إعلام لإبراز الدور المحوري للجامعة العربية في معالجة قضايا المنطقة والعمل كل من موقعه على الحفاظ على مكانتها وإشعاعها إقليميًا.