“ايا صوفيا 1500 عام من التاريخ إليكم القصة الكاملة”

نور14 يوليو 2020آخر تحديث :
“ايا صوفيا 1500 عام من التاريخ إليكم القصة الكاملة”

آيا صوفيا أو “الحكمة الإلهية” باللغة اليونانية ، جوهرة العمارة البيزنطية ، واحد اشهر المعالم في عالم اليوم ، خالجت فكرتها الإمبراطور البيزنطي جستينان الأول الذي امر ببنائها عام 523م في  اسطنبول “القسطنطينة سابقا ” لتكون اضخم كاتدرائية مسيحية في العالم ، كانت فاتنة الجمال ، رائعة من روائع فن العمارة ، بلغ اعجاب امبراطور بيزنطة ان جزم بأنه تفوق على النبي سليمان عليه السلام الذي كان يسخر الجن لإقامة الأبنية العظمى ،بُنيت الكاتدرائية على شكل قبة مركزية كبيرة ونصف دوائر تحيط بصحن الكنيسة. وتعد هذه القبة من أبرز معالم البناء، إذ أراد المعماريون أن تكون أوسع وأكثر ارتفاعاً وإبهاراً من أي قبة بُنيت من قبل. إلا أن القبة الأصلية انهارت نتيجة لزلزال عام 558 ميلادياً، قبل أن يُعاد بناؤها وتُدعم بأربعين عموداً ، واستغل الإمبراطور جميع الإمكانيات لزخرفة المبنى وتزينه زينة تليق بالمكانة التي اريد له ان يحتلها .

وبقيت الكاتدرائية على هذا الحال ل900 عام الى حين سقوط القسطنطينية في ايدي بني عثمان بقيادة السلطان محمد الثاني الشهير ب”محمد الفاتح” الذي اقام فيها اول صلاة جمعة بعد دخوله المدينة في جوان من العام 1435 مصدرا اوامر بتغطية الرموز والنقوش المسيحية وبقيت لآية صوفيا ذات العظمة ، اذ بقيت اكبر مسجد في اسطنبول الى غاية بناء المسجد الأزرق عام 1616 الذي استلهم هو الأخر سماته المعمارية من الكاتدرائية .

بقيت “آيا صوفيا” مركزا اسلاميا حظي برمزية كبيرة الى غاية سقوط الدولة العثمانية وتأسيس الجمهورية التركية الحديثة ، حين منع مؤسس الجمهورية ورأيسها آنذاك”كمال آتاتورك” ، إقامة الشعائر الدينية في المسجد عام 1931 قبل صدور مرسوم حكومي عام 1934 بتحويله إلى متحف فني بهدف “إهدائه إلى الإنسانية”. قبل اشهر فقط تعالت أصوات اسلامية في تركيا طالبت بتحويل المتحف الى مسجد مجددا فإستجاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحولها الى مسجد في 12 جويلية 2020 ملغيا القرار الفارط .

تضاربت الأراء بين رافضة وموافقة ، وصفت الحكومة اليونانية تحويلها الى مسجد بالضربة للعالم المتحضر ، نفس الرأي حملته الإمارات وواشنطن ، في حين قال شيوخ الأزهر ان تحويلها يدخل في دائرة التعدي على الديانات الأخرى في حين باركت دول مثل سلطنة عمان القرار ووصفه رجل الأعمال المصري نجيب ساوريس بأنه “فوز لأردوغان” على المسيحية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل