افتتح عبد الكريم عويسي، الأمين العام لوزارة الطاقة والمناجم، ورشة عمل حول الهيدروجين المتجدد في المركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال”، يوم الثلاثاء 13 جوان 2023. تأتي هذه الورشة ضمن الحوار الاستراتيجي بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة. حضر الورشة محافظ الطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية وسفير مملكة السويد لدى الجزائر، وممثلو البعثات الدبلوماسية لدى الجزائر، بالإضافة إلى خبراء وإداريين من قطاع الطاقة.
في كلمته الافتتاحية، أعرب عبد الكريم عويسي عن هدف الورشة، الذي يتمثل في إقامة شراكة لتعزيز فرع الهيدروجين المتجدد ضمن برنامج تنويع المزيج الطاقوي للجزائر والاستفادة من إمكانات الجزائر في هذا المجال، بما في ذلك النسيج الصناعي المتقدم والبنية التحتية مثل شبكة الغاز والموارد الطاقوية. أشار أيضًا إلى حجم الاستثمارات الكبيرة المتوقعة في هذا القطاع كخطوة نحو التصدير، وأشاد بخبرة الجزائر في القطاع الطاقوي وتحقيق الأهداف المحددة. أوضح أن أعمال الورشة تركز على الجوانب التقنية لصناعة الهيدروجين وتهدف إلى دراسة جميع الجوانب المتعلقة بها تمهيدًا لوضع الإطار القانوني، بالإضافة إلى دراسة سوق الهيدروجين واستقبالها في المستقبل.
من جانبه، أشار ميلود مجلد، المدير العام للاستشراف في وزارة الطاقة والمناجم، إلى التحضير لهذه المرحلة من جميع الجوانب، حيث تعمل الدوائر المعنية بالوزارة حاليًا على دراسة جميع البيانات المتعلقة بالسوق لوضع الإطار القانوني المناسب لإنتاج وتسويق الهيدروجين على الصعيد الدولي.
وأكد مجلد أن الجزائر تسعى لتحقيق برنامجها للانتقال الطاقوي وتطوير قطاع الهيدروجين كجزء من مزيج الطاقة الوطني، وذلك من خلال التركيز أيضًا على تطوير الموارد البشرية. أشار إلى وجود العديد من المقومات الطاقوية في البلاد التي تسمح بتطوير هذا القطاع.
من جهة أخرى، أشار تودور كوستونتيسكو، المدير العام للطاقة في اللجنة الأوروبية، إلى اهتمام الجزائر الكبير بتطوير قطاع الهيدروجين كنقطة تقاطع مع الاتحاد الأوروبي. أشار إلى أن ضمان وجود الطلب على الطاقة من الجانب الأوروبي هو أحد العوامل التي تحفز تطوير إنتاج هذه الطاقة، وأن الجزائر هي شريك هام وموثوق لأوروبا.
وبناءً على ذلك، يسعى الطرفان إلى العمل في إطار شراكة لتحقيق مشاريع واقعية في هذا القطاع الطاقوي، بالإضافة إلى تعزيز التعاون المستقبلي.
في ختام الورشة، أبدى الخبراء المشاركون اهتمامًا كبيرًا بالبرنامج الوطني لتطوير الهيدروجين، باعتباره خطوة إضافية لتأمين الإمدادات الطاقوية بجانب الإمدادات من الغاز الطبيعي التي تصل إلى أوروبا عبر الأنابيب البحرية، وبالتالي تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين.
