أعلن الأمين العام للجنة العليا لتنظيم الطبعة الـ 15 للألعاب الرياضية العربية، سيد أحمد سالمي، اليوم الاثنين بالجزائر، عن إطلاق فكرة إنشاء أول مركز بحث ودراسات أولمبية في العالم العربي، وسيكون مقره في الجزائر.
جاء هذا الإعلان على هامش تنظيم ملتقى علمي عربي حول “الرهانات التنموية للرياضة وللقيم الأولمبية في الوطن العربي”، حيث صرح السيد سالمي أنه “سيتم من خلال هذا الملتقى العلمي إطلاق فكرة استحداث مركز بحث أولمبي في الجزائر، وسيكون الأول في العالم العربي”.
وأوضح أن تجسيد هذا المشروع سيتم بعد دراسة هذا الملف من طرف الأطراف المعنية، كالمعاهد وكذا قطاعات التعليم العالي والبحث العلمي، الشباب والرياضة إضافة إلى اللجنة الأولمبية الجزائرية التي اعتبرها “الأطراف الأكثر أهمية في بناء هذا المشروع”.
وأكد في السياق ذاته أن “توافق وجهات نظر وزارتي الشباب والرياضة والتعليم العالي والبحث العلمي حول هذه الفكرة، يدل على تبنيهما لهذه المقاربة”، موضحا أن “ترسيم هذه الفكرة و تجسيدها على أرض الواقع يستوجب المرور بعدة مراحل”.
واعتبر ذات المسؤول أن “إنشاء هذا المركز الأكاديمي” فرصة جيدة لبناء الحركة الرياضية الوطنية، حيث سيكون هذا المركز-حسبه- “محورا لكل البحوث والمبادرات في تطوير الرياضة في الجزائر”، مشيرا في ذات السياق أن “الدول الرياضية تبني كامل إستراتيجيتها لتطوير الرياضة عبر اللجوء إلى الخبراء والباحثين في مختلف المجالات”.
وشدد السيد سالمي على “الدور الهام” الذي سيلعبه هذا المركز “في ترقية الرياضة في الجزائر وإيجاد حلول موزونة يقترحها مجموعة من الباحثين الجزائريين الذين ستتاح لهم الفرصة لجلب دعمهم العلمي في تطوير الحركة الرياضية الوطنية”
كما أبرز السيد سالمي خلال كلمته الافتتاحية لهذا الملتقى أن هذا اللقاء العلمي العربي “سيساهم في خلق ميراث لا مادي للدورة الـ 15 للألعاب الرياضية العربية وسيكون عامل إيجابي في انتاج المعرفة التي تعتبر جانب أساسي لبناء رياضة متطورة تواكب التطورات العلمية لان الرياضة أصبحت اليوم ظاهرة اجتماعية تتدخل فيها العديد من الأطراف”.
من جهته، دعا الأمين العام لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الحكيم بن تليس، إلى إنشاء هذا المركز “في أقرب الأجال” على أن “يكون مرتبط مع المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي، مادامت الرياضة علم وتكنولوجيا” .
ورحب المسؤول بالوزارة “بالأشقاء العرب” في هذا المشروع “ليكون فيه تبادل علمي في المستوى، وليكون لهذا المركز “دور مفيد، خاصة في تعليم علوم وتكنولوجيات الرياضة”.
من جانبه، اعتبر عضو الأمانة العامة لاتحاد اللجان الأولمبية العربية، فواز الحكمي، بصفته باحث وأستاذ بالجامعة (المملكة العربية السعودية) أن فكرة إنشاء هذا المركز “مبادرة مميزة، تثري بها الجزائر، كعادتها، الوطن العربي بأفكار علمية”، مبرزا “أهمية الربط بين الجانب الرياضي والعلمي، ليتم تطوير الرياضة على أسس صحيحة وعلمية”.
وأكد أن العالم العربي “بحاجة لمراكز للدراسات والأبحاث على المستوى الأولمبي للنهوض بالرياضة العربية والرقي بها لمستويات عالية”.
في حين أبدى ممثل وزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان في البعثة الرياضية الموريتانية المشاركة في الألعاب الرياضية العربية ،باتنة محمد عبد الله أوداعة، تفاؤله بفكرة إنشاء هذا المركز “سواء على مستوى البحث العلمي أو على مستوى المنافسات الرياضية”، كما ثمن “هذا المجهود الرامي إلى إثراء الساحة الرياضية على الصعيدين الفكري والمادي”.
للإشارة فقد شهد هذا الملتقى عدة مداخلات قدمها خبراء وباحثون جزائريون وعرب حضوريا أو عبر تقنية التحاضر عن بعد، كما نظمت خلال هذا اللقاء العلمي سبع ورشات تتمحور حول “السياسات والمنظومات الرياضية العربية”، “الاتصال المؤسساتي الديبلوماسي في حقل الرياضة”، “التطورات البحثية العربية في العلوم الإنسانية والاجتماعية المطبقة على الرياضة”، وكذا “التطورات البحثية العربية حول العلوم البيولوجية المطبقة على الرياضة”.
كما نظمت خلال هذا الملتقى ورشة حول “التطورات البحثية العربية حول منهجية التدريب الرياضي والمنافسة”، وأخرى حول “التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في الأداء الرياضي”، في حين تمحورت الورشة السابعة حول “المهن الرياضية : البدائل المقاولاتية والأجرية وسبل تطويرها”.
