لم يعد شبر داخل غزة في منأى عن الدمار جراء الهجمات الغاشمة من جيش الاحتلال الصهيوني التي تكثفت بشكل قد يكون الأعنف على قطاع غزة، منذ بداية العدوان الذي انطلق بعد هجوم من فصائل المقاومة تجاه أماكن استيطان دولة الاحتلال.
ماذا يقصد جيش الاحتلال بالاجتياح البري؟
مجزرة حقيقية يمهد لها جيش الاحتلال من خلال قصف متواصل على قطاع غزة، استعدادًا لتنفيذ الاجتياح البري الذي بدأ منذ قليل، وهدد به قبل أيام وبدأ التجربة قبل ساعات من خلال اجتياح جزئي، ثم تمهيد نيراني لتنفيذ العملية المؤجلة على القطاع، فما هو الاجتياح البري الذي يهدد غزة؟
بعد 20 يومًا من القصف المتواصل على قطاع غزة، لم يخفت صوت الاجتياح البري، الذي بات تهديدًا يراود أهالي القطاع بالكامل دون تمييز، باعتباره سيكون الأعنف منذ بداية الأزمة، إذ سبق ونفذ الكيان اجتياحين بريين في القطاع عامي 2008 و2014، لكن تلك المرة العملية تستهدف القضاء على المقاومة بشكل نهائي.
ليلة حالكة السواد تضاء على أنوار القصف العنيف الذي تعرضت له غزة منذ ساعات وتتواصل حتى تلك اللحظة، ما بدوره أدى إلى انقطاع الإنترنت بشكل نهائي عن القطاع بالكامل، يهدف خلالها جيش الاحتلال إلى بناء حزام أمني شمال القطاع من أجل إحكام فبضتهم بشكل كامل عليها.
الاجتياح البري الذي يجهز له جيش الاحتلال، يهدف إلى تدمير البنية التحتية بالكامل الخاصة بالمقاومة الفلسطينية التي تملك العديد من الأماكن السرية أو الأنفاق التي فشل الكيان في الوصول إليها حتى تلك اللحظة، أو على الأقل لإجراء عملية اختراق محدود لإحداث خلل في قوام حركات المقاومة، من خلال تنفيذ عمليات اغتيال متواصلة لقادتها، إذ توعدت الحكومة الصهيونية بالقضاء عليها بشكل كامل، بحسب صحيفة واشنطن بوست.
الصحيفة أكدت أن العملية البرية ستكون أكثر اتساعًا عن نظيراتها من العمليات المتواصلة منذ 20 يومًا، مبرهنة بكلمات مئير أوهيون، قائد الكتيبة 51 في لواء جولاني، الذي أكد على التدريب المتواصل على تلك العملية في كل دقيقة، سواء للهجوم الجماعي أو الفردي.
الكيان الصهيوني واجه ضغوطاً دولية من أجل إعادة النظر في خطته الرامية للتوغل بريًا بشكل واسع، إذ حذر الرئيس عبدالفتاح السيسي من مخاطر تنفيذ تلك العملية، فيما وجه جو بايدن تحذيرات إلى الكيان من الاجتياح، رغم كونه الداعم الأول للعمليات الغاشمة على قطاع غزة، والرافض لاقتراحات وقف إطلاق النار وإعلان الهدنة، وذلك من أجل حماية المدنيين.
