اقتحم جيش الاحتلال الصهيوني الخميس، مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة للمرة الثانية على التوالي وأثار الذعر في صفوف النازحين المحتمين فيه وكذلك المرضى والجرحى.
وجرى الاقتحام وسط ظروف وُصفت بأنها مأساوية تحيط بأكبر مجمع طبي في غزة نتيجة الاقتحامات المستمرة ونقص الكهرباء والماء والمواد الطبية.
واقتحمت الجرافات والآليات الصهيونية المجمع من المدخل الجنوبي، وعملت على تجريف الأراضي والساحات الخلفية، فيما تحاصر الدبابات المجمع منذ أسبوع.
وقال رئيس قسم الحروق أحمد المخللاتي إن إطلاق نار كثيفاً صاحب عملية الاقتحام الصهيوني، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال “حطّمت كل السيارات التي كانت مصطفة داخل الساحات وجمعتها في مكان واحد في محاولة لفتح الطريق ربما أمام الدبابات“.
وأشار المتحدث إلى أن“مستشفى الشفاء بات عاجزاً عن تقديم الحد الأدنى من الرعاية الصحية للمرضى والجرحى والنازحين“.
وقال إن “ما يجري هو جريمة حرب بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.
وأكد أن “الأطفال الخدج هم جزء من هذه المشكلة، لذا أعتقد أننا سوف نفقد أطفالاً كل يوم“.
من جانبه قال إسماعيل الثوابتة، مدير عامّ المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن “جيش الاحتلال اقتحم مجمع الشفاء للمرة الثانية وجرّف الأراضي وهدم البوابات وجرّف الساحات“.
وأضاف: “حتى الآن لا يزال جنود يسيرون داخل المستشفى وهم مدججون بالسلاح ويهددون كل من فيه، ونحن نحمّل الاحتلال مسؤولية هذه الجريمة“.
وقال: “الجيش الصهيوني عمد إلى تخريب الأجهزة الطبية في أثناء التفتيش، بخاصة جهاز الرنين المغناطيسي، واعتدى بالضرب على نازحين وجرحى، وهذه جريمة حرب واضحة، وهناك جرحى ظروفهم خطيرة لا يكترث لهم الجيش الذي نشر الخوف والرعب بين المواطنين وأطلق النار مباشرةً على نازحين“.
وأعلن الجيش الصهيوني الأربعاء أن قواته اقتحمت مباني في مجمع الشفاء بحثاً عن أسرى صهاينة وشبكة أنفاق “ضخمة” كان يعتقد بوجودها، وسبق أن زعم أنها شبكة الأنفاق المركزية للمقاومة الفلسطينية.
إلا أن الناطق باسم الجيش خرج بعدها مساء الأربعاء ليقول إنهم عثروا فقط على معلومات استخباراتية وبعض أنواع السلاح ورداء لأحد المقاتلين في غرفة الرنين المغناطيسي.
فيما قالت إذاعة الجيش الصهيوني إنه “لا مؤشرات” على وجود أسرى صهاينة بمستشفى الشفاء، رغم أن الجيش ادعى على مدى أسابيع وجود أسرى فيه.
وفي وقت سابق الأربعاء علقت حركة حماس على ما نشره الجيش الصهيوني بالقول إنها “مسرحية هزلية”.
وأضافت: “زَعْم الاحتلال الصهيوني عثوره على أسلحة وعتاد في مجمع الشفاء الطبي، ما هو إلا استمرار للكذب والدعاية الرخيصة التي يحاول من خلالها إعطاء مبرّر لجريمته الرامية إلى تدمير القطاع الصحي في غزّة”.
ومنذ 41 يوماً يشن الجيش الصهيوني حرباً مدمرة على غزة، خلّفت 11500 شهيد فلسطيني، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلاً عن 29 ألفاً و800 مصاب، 70% منهم أطفال ونساء، وفق آخر إحصائية رسمية فلسطينية.
