“ليبيا…وجه جديد في حلبة قديمة”

عمار22 يوليو 2020آخر تحديث :
“ليبيا…وجه جديد في حلبة قديمة”



اغلى الخمور ماكانت معتقة ،كلما زاد النبيذ في الدندان زاد سعره ، هكذا يقول المدمنون ، والحضارات شأنها شأن الأنبذة كلما ضربت بجذورها في الزمن زادت عراقة ونبلا وكذلك المدن والدول عظمتها بتاريخها ونصيبها من تقلب الأحداث ،كل هذا يخطر في بال الماشي في الجميلة ليبيا ، كل ذرة رمل تقول هنا تاريخ ، تحت قدميك تلمع أصداف البحر من أغوار الزمن السحيق ، قبل اكثر من عشرة ألاف سنة ، تتحدث خريطة العالم القديم متحدثة ،كان هذا المكان مسرحا للفيلة والغزلان والنمور ، مضى شريط ذلك التاريخ ويالي من متحسر ، اين هي الإبتسامة الجميلة للعروس ليبيا.

السابع عشر من ديسمبر 2015 ، وَلْدَ الإتفاق السياسي الموقع بالصخيرات بإشراف بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا برئاسة مبعوثها الألماني مارتن كوبلر ، حكومةَ الوفاق الوطني الليبية تحت رئاسة السياسي الليبي الشهير آنذاك فائز مصطفى السراج ، امر عادي في طرابلس ، من مملكة الى جمهورية الى جماهيرية الى جمهورية ، وهكذا دواليك ، ولكن ، امر اخر تعودت عليه العاصمة الليبية منذ زمن ملك ملوك افريقيا كما سمى نفسه ، الإنقلابات ، شبح الإنقلابات ، التاريخ يكرر نفسه ، ذات الضابط الذي شارك في انقلاب 1969 الذي اوصل القذافي الى السلطة ، يكرر ذات الحكاية والرواية ..”خليفة بلقاسم حفتر ” اعلن انقلابه على السراج ،معلنا اسقاط اتفاق الصخيرات ومنصبا نفسه حاكما على ليبيا ، لاقت حركته الخبيثة جدالا ورفضا واسعين دوليا ، تدخلت دول وانغمست امم ، الوضع لم يعد يطيق احتمالا وصبرا ، صراع اخر في ليبيا ، في وطن لم يعد له حِمل ، ويلات سقوط القذافي مازالت تنخر الجسد المريض ، لم نكد نتعافى ، حتى بدأت النساء تتباكى ، اعمار زهور تقطف ، ورؤس رجال اينعت تنتظر الدور …”حرب اهلية” في وريثة قبيلة “لوبي” التي قطنت غرب نهر النيل في غابر الأزمنة.

تحولت ليبيا الهيفاء المقبلة الى عجوز مدبرة واشتكى منها الطول والقصر ، وحلت الدمعة محل البسمة ، كل هذا في موضع ، وماوصفته هيئة الأمم المتحدة بالتدخل الأجنبي السافر في ليبيا في موضع اخر ، الجميع يريد مكانا في الحلبة ، والوطن الجميل يقترب من ان يصبح سرابا ، قمم دولية واجتماعات الجزائر من هنا ، تونس من هناك ، مصر من الخلف والمانيا من الوراء ، وتركيا والإمارات “القادمون من هناك “، ومرور سريع لشريط الأيام مرة أخرى ، انه السادس عشر من جويلية 2020 , رؤساء القبائل يعتزمون العودة الى الأصل علَ الفضيلة تعود معه ، ارتحل رؤساء القبائل الليبية ذات صبيحة الى جميلة النيل “القاهرة ” ، داعية الشقيقة مصر للوقوف بجانب ليبيا للدفاع عنها ، مطالبة بألح مايكون بدعم مصري لمواجهة الغزو التركي مفوضة الرئيس المصري والجيش المصري بالدخول الى ليبيا اذا ما كانت الضرورة لذلك مقتضية .

لعل مصر لم تكد لتصدق ماهي الا ليلة أو ليلتان ، حتى وافق واتفق البرلمان المصري في جلسة وصفها بالسرية على تفويض قائد قواته المسلحة ورئيس دولته “عبد الفتاح السيسي” الى ليبيا ، فهل يكون السيسي المنقلب على مرسي قبل سنوات ، مخلص الدماء الليبية من زئير السلاح الغير مروض ، ام يكون رفيقا وحليفا ومغلبا لطرف على طرف ، على حساب الطرف الأهم في كل مسألة ، ابن الشعب والأخ “الليبي”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل