أشرف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية إبراهيم مراد مساء أمس الأحد على التنصيب الرسمي للوالي المنتدب للأبيض سيدي الشيخ (البيض) مودن عبد ربي وذلك تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، القاضي بترقية سبع دوائر عبر الوطن إلى ولايات منتدبة.
وأكد الوزير خلال هذه المراسم التي عرفت حضور السلطات المحلية لولاية البيض والمنتخبين والأسرة الثورية وأعيان ومشايخ المنطقة وممثلي المجتمع المدني لدوائر الأبيض سيدي الشيخ وبوسمغون والشلالة التي تشكل الولاية المنتدبة الجديدة أن “هذه اللحظة تعد جد تاريخية بالنسبة لساكنة مدينة الأبيض سيدي الشيخ هذه المنطقة المقاومة والأصيلة والتاريخية الغالية على قلب كل جزائري”.
وأضاف أنه”آن لهذه المنطقة المجاهدة والمقاومة المشبعة بالدماء الطاهرة لمجاهدي المقاومة الشعبية الأشاوس رموز الجزائر عبر العصور كالشيخ بوعمامة وأولاد سيدي الشيخ، وهذه المنطقة المتفردة بهويتها المتميزة الضاربة في عمق الإنسانية أن تحظى بالمكانة الإدارية التي تمكنها من الإضطلاع بدورها التنموي الجهوي والوطني”.
وأبرز الوزير بأن الأبيض سيدي الشيخ “تبدأ اليوم مسارا جديدا ترسمه سواعد أبنائها بفضل قرار رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، القاضي بترقيتها إلى مصف الولايات المنتدبة، تحسبا لتمكينها من مصف الولاية الكاملة الصلاحيات والذي نأمل أن يكون سانحة لتحقيق الإقلاع التنموي الذي ينشده أبناؤها”.
وأشار السيد مراد إلى أن استحداث هذه الولايات المنتدبة الجديدة جاء “بفضل رؤية رئيس الجمهورية الذي يعرف القطر الوطني معرفة كاملة وصحيحة ودقيقة، ويعرف المواطن الجزائري، ويعرف حيث تكمن مناطق الضعف، ويعرف كيف يعيد التوازنات اللازمة بالبلد”.
فشغل رئيس الجمهورية – يضيف الوزير- منذ توليه السلطة هو المواطن حيث ما كان وأينما وجد من خلال ترقيتة وترقية الوسط الذي يعيش فيه.
وعرج الوزير في هذا الصدد بما أقره السيد الرئيس فيما يخص برنامج مناطق الظل والنتائج الإيجابية التي حققها هذا البرنامج التنموي من خلال إعادة التوازنات، وإزالة مظاهر الفقر، كما مكنت رؤية رئيس الجمهورية من إبراز بعض من الأقاليم من خانة النسيان من خلال استحداث الولايات العشرة بجنوب البلاد والتي تم إعطائها الفرصة لتعبر عن قدراتها وتستغل إمكانياتها وهو المسعى الذي يرمي إلى إعادة التوازنات بين مناطق الوطن.
و”قد نجح رئيس الجمهورية بقراراته في هذا الصدد في جعل من هذه الولايات الجديدة آليات للتنمية وهذا المسعى الذي يدخل في التوازنات الكبرى” ، وفقا لإبراهيم مراد.
كما أشار الوزير أيضا إلى الجهود المبذولة لتحقيق التنمية الشاملة عبر ربوع الوطن من خلال مشاريع السكة الحديدية التي تم بعثها عبر الوطن على غرار خط أرزيو (وهران) مرورا ببشار وصولا إلى غار جبيلات بولاية تندوف والتي ستمكن من الإستغلال الأمثل للثروات المنجمية وغيرها من خطوط السكة الحديدية التي ستسهل التنقل وربط الشمال بالجنوب، بالإضافة إلى المشاريع الهامة للتموين بمياه الشرب من خلال محطات تحلية البحر حيث ينتظر استلام ست محطات قبل نهاية العام الجاري وكل ذلك ضمن رؤية السيد الرئيس لتمكين المواطن من العيش الكريم.
وأشار الوزير إلى أن وقوفه على تنصيب الولاة المنتدبين ولقائه بالمجتمع المحلي قد سمحت بتبادل الرؤى حول المقاربة التنموية الجديدة التي تطمح الدولة على إرسائها، كما كانت المناسبة فرصة للوقوف على مدى جاهزية الهياكل التي تشكل الولاية المنتدبة.
كما أبرز كذلك بأنه سيتم العمل “في وقت وجيز” على جعل هذه الولايات المنتدبة ولايات كاملة الصلاحيات “في غضون عام 2025”.
وأكد الوزير أن استحداث هذه الولايات المنتدبة يعد قرار لتقريب مركز القرار من المواطن، وأيضا لاستغلال الإمكانيات المتواجدة عبر كل ولاية أحسن استغلال، موجها تعليمة للوالي المنتدب المعين إلى رسم خطة واضحة المعالم والأهداف مع إشراك كل الفاعلين من أجل تحقيق التنمية المحلية.
ومن جهة أخرى، أشرف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية على هامش هذه المراسم على وضع حجر الأساس لإنجاز مستشفى 90 سريرا بالولاية المنتدبة الأبيض سيدي الشيخ حيث أكد على أهمية المشروع الذي خصص له غلاف مالي يتجاوز 2.3 مليار دج وضرورة احترام آجال الإنجاز المحددة بـ 20شهرا.
كما استمع الوزير إلى عرض مفصل قدمه والي ولاية البيض نور الدين بلعريبي حول المؤهلات الاقتصادية والفلاحية والسياحية والثقافية والمرافق التي تتوفر عليها الولاية المنتدبة الأبيض سيدي الشيخ بدوائرها الثلاثة وبلدياتها السبعة.