بقلم اقبال
كثيرون على هذه الأرض لا يغادرون بيوتهم الا للمقابر كلما ثقب الحنين قلوبهم املين الراحة السرمدية قرب قبور من فارقونا في هذه الحياة رحمهم الله ، يناجون الحبيب و القريب الذي وارى الثرى ، و الدار الآخرة خير وأبقى ، كلنا نزور أحبائنا في بيوتهم تلك ، ولكن هناك من فقدوا بوصلتهم تماما ، ولم يعد للحياة عندهم ذوق ولا لون ، يحتفظون بكل صورة و تسجيل صوت ، ويعيشون على انقاض ذكرى الحبيب ، لا تعرف لهم حاضرا ولا مستقبل ، الحياة مُرْة ، وكل صبر له حدود ، لا أحد يناقض هذا ، ولكن جزاء الصبر يكون اعظم كل ما طالت حدوده ، فابتسم و اضحك سنك الابيض ، و لاتكن من الموتى الأحياء ،مات حاضرهم و بقي ماضيهم يسير في الأسواق ، فالحياة هكذا والأقدار ستبقى على هذه الشاكلة حتى يرث الله الأرض و من عليها و حظ الناس من العيش لم يكن يوما بأيديهم ، انت وانا لا نرسم حياتنا وفق هوانا ، و حتى الرياح لا تسير وفق مشتهانا ، نحن ماضون كمن هم قد مضوا ، في طريق رسمها القدوس جل جلاله ، فأحيا ما اختاره الله لك ان تحياه ، فالراحلون قدر لهم ان لا يعودوا الى دارك هذه ، بل باتت تبدوا لهم بائسة كئيبة كونهم في دار افضل بإذن الله ، عزيزي القارئ ، بكل المحبة فوق هذه الأرض الطاهرة الطيبة ، ادعوك الى مواجهة جَمعِ الفجائع بالرضى ، فمن تكون لكي لا ترضى ، ومن انت حتى تسخط.