خواطر-“مغالطة المسؤولية اللائمة”

عمار20 سبتمبر 2020آخر تحديث :
خواطر-“مغالطة المسؤولية اللائمة”

المسؤولية اللائمة ، أو بشكل اوضح ظاهرة التملص من المسؤولية باللجوء إلى لوم الأشخاص أو الظروف على مشاكلنا الخاصة التي كثيراً ماتكون من فعل أيدينا و لكننا فقط نخشى أن نجزم بذلك لعقدة داخل أنفسنا ، هي و كما نتفق عليه أنا و أنت أمر شائع جدا في الجزائر ،كالنار في الهشيم ، و هي مشكلة عويصة في نفس الوقت ، يمقتها الإسلام و المنطق أيضاً ، أعزائي ، قد تتيح لكم هذه القدرة أو “التي تظنونها قدرة” على التملص من المسؤولية مخرجاً سريعاً و مؤقتاً ، كما قد تمنح الفرد منكم شعوراً مرضياً و نوعاً من الراحة العقلية بعض الشيء كونه سيعي وعياً كاذباً و وهمياً بأنه محق من الناحية الأخلاقية ، أنا أتأسف جداً لأن المنابر التي مُنِحت اليوم جعلت هذا النوع من التملص المسؤولية يشيع أكثر ، خصوصاً و أن الشعب الجزائري معروف بميله الكبير و ترجيحه للعاطفة على حساب العقل و هذا قول يوافقنا فيه الشيخ الألباني رحمه الله كذلك ، الواقع يقول أن وسائل التواصل الإجتماعي جعلت من الأسهل اكثر من أي وقت مضى أن يدفع المرء المسؤولية عن نفسه و أحياناً حتى المسؤولية عن بعض الأمور الخاطئة من أساسها و ” أظن انكم تفهمون قصدي” ، فيلجأ اللائم إلى إلقاء ملومته على شخص أخر أو على مجموعة أخرى و هكذا دواليب ، حتى أصبحت المشاركة العامة لحالات “الظلم” تستقطب إهتماماً و مشاركة عاطفية إنفعالية أكثر بكثير من معظم الأحداث الأخرى المتنوعة على مواقع التواصل الإجتماعي مما يصب في [صالح] الأشخاص الذين يجدون أنفسهم قادرين على زيادة شعورهم بأنهم ضحايا طيلة الوقت من خلال الإهتمام و التعاطف المتناميين.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل