عظمة البحرية الجزائرية قديما ..

محمد5 مايو 2020آخر تحديث :
عظمة البحرية الجزائرية قديما ..

عظمة البحرية الجزائرية:
وصف الدبلوماسي الأمريكي ويليام شيلر القوة البحرية الجزائرية في مطلع القرن التاسع عشر بقوله:” كان الجزائريون، في هذا الوقت، في أوج قوتهم و سمعتهم حتى أن أعظم الدول البحرية الآن تطلب صداقتهم…إن الجزائريين اليوم يتباهون بأن عظمتهم البحرية لا تماثلها غير بحرية بريطانيا العظمى”
و الحقيقة أن عظمة الجزائر البحرية بلغت أوجها في النصف الأخير من القرن السادس عشر و النصف الاول من القرن السابع عشر. و الكتاب الأوروبيون متفقون على أن قوة الجزائر البحرية و السياسية قد بسطت نفوذها على الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط من ناحية، و على شواطئ أوروبا الغربية من ناحية أخرى، حيث كان الأسطول الجزائري يجوب المحيط من بريطانيا و ايسلندا إلى جزر الكناري و الآزورس.

لم يكن هدف الأسطول الجزائري عدوانيا. لقد كان هدفه حماية الاستقلال الوطني، و الدفاع عن الاسلام ضد الصليبية التي هددت شمال افريقيا بالاحتلال. ذلك أنه بعد سقوط الاندلس (1492)، الذي يعتبر نقطة تحول في تاريخ الاسلام كما يعتبر سقوط القسطنطينية (1453) نقطة تحول في تاريخ المسيحية، أعلنت أوروبا تحت تأثير و قيادة الكنيسة، حرب الإبادة على شمال افريقيا، استمرار لما أسموه (reconquista)
أو إعادة النفوذ بالقوة على المسلمين لا في الأندلس فقط بل في شمال افريقيا أيضا. و لم يكن الشرق حينئذ قادرا على المساهمة في صد هذا الزحف الصليبي الجديد. و اذن، كان على الجزائر أن تلعب دورا تاريخيا حاسما ضذ الصليبية…….و لعل انتصار الجزائر على القوات الأوروبية المتحالفة سنة 1541 بقيادة شارل الخامس لن يوجد له مثيلا في تاريخ الاسلام.
من هنا يتضح أن هدف الجزائر من أجل بناء الأسطول كان دفاعيا محضا.
ففي الوقت الذي كانت فيه بريطانيا و فرنسا و هولندا و اسبانيا و البرتغال تقوم بعمليات قرصنة ضد بعضها من جهة، و ضد الشعوب الأخرى من جهة أخرى، لإنشاء المستعمرات و الامبراطوريات في الشرق الأقصى و امريكا و استراليا و الباسيفيك….كانت الجزائر، التي يشهد الأوروبيون أنفسهم بأنها تملك أقوى أسطول بحري، تستخدم قوتها في غرضين: حماية الاستقلال من العدوان، و الدفاع عن الاسلام من الصليبية. و مع ذلك فالكتب الأوروبية مشحونة بالدعاية المغرضة ضد الجزائر و اتهامها بالقرصنة و الهمجية و عدم مراعاة القوانين الدولية. و أنت تجد في كتبهم تعبيرات مثل: عش القراصنة، مركز الرعب، جلادة المسيحية….

أن الدبلوماسية الجزائرية كانت تقوم على مبدئين أساسيين: الأول أن كل دولة تعتبر محاربة حتى توقع معاهدة صداقة و سلام مع الجزائر، و الثاني أن كل معاهدة لا تعترف بتفوق الجزائر البحرية في البحر الأبيض المتوسط لا يمكن قبولها من طرف الجزائر. على هاذين المبتدئين قامت الدبلوماسية الجزائرية خلال القرون الثلاثة السابقة للاحتلال.
هناك أربع مراحل مرت بها العلاقات بين الجزائر و الولايات المتحدة الأمريكية: من الثورة الأمريكية 1775 إلى إعلان الجزائر الحرب عليها 1785.
من 1785 إلى معاهدة الصلح الاولى 1795.
من 1795 إلى مفاوضات الصلح الثانية 1815.
من 1815 إلى الاحتلال الفرنسي للجزائر.


ويليام شيلر صاحب كتاب مختصر الجزائر سنة 1826 ، كان القنصل العام الأمريكي في الجزائر من 1815 إلى 1824 ترجم كتابه في الحال للفرنسية، لتعلن فرنسا بعدها بسنة واحدة الحصار على الجزائر.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

التعليقات تعليق واحد
اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
  • حمقاء
    حمقاء 12 مايو 2020 - 10:15

    الفخر ،، اللهم احفظ بلادنا ،،
    شكرا لكم

عاجل