“قولو لأمي ما تبكيش.. يا المنفي” أغنية تروي مأساة الجزائريين المنفيين إلى كاليدونيا الجديدة

نور29 سبتمبر 2020آخر تحديث :
“قولو لأمي ما تبكيش.. يا المنفي” أغنية تروي مأساة الجزائريين المنفيين إلى كاليدونيا الجديدة

هل سبق وأن سمعت أغنية “قولو لأمي ما تبكيش.. يا المنفي” التي أدّاءها المغني الجزائري رشيد طه رفقة الشاب خالد، وفوضيل؟ عند قراءتك لهذا المقال ستتضح لك معان خفية تحملها الأغنية التي كتبها جزائريون قبل أكثر من قرن.
واجه الجزائريون فرنسا التي استعمرت أراضيهم بداية من سنة 1830 بمقاومات متواترة، تحت إمرة العديد من الشخصيات التي خلدها التاريخ، منها الشيخ المقراني والشيخ الحداد وكذا الأمير عبد القادر.
استخدمت فرنسا كل قوتها العسكرية لإخماد تلك الحركات، ثم عملت على منع قيام ثورات أخرى بنفي المقاومين بعيدا عن الجزائر.
وتروي أغنية “يا المنفي” مأساة شريحة كبيرة من المقاومين الجزائريين، الذين تم نفيهم خلال الاستعمار الفرنسي إلى جزيرة كاليدونيا الجديدة، ما بين سنتي 1864 و1921.
أحفاد أولئك الجزائريين يعرفون اليوم بـ “جزائريو كاليدونيا الجديدة”، وهم على الرغم من جنسيتهم الفرنسية، يعتبرون أنفسهم جزائريين “للدم الذي يسري في عروقهم” على حد تعبير بن يوسف محمدي، أحد أحفاد الجزائريين المنفيين لجزيرة كاليدونيا الجديدة.

42 رحلة وأكثر من ألفي منفي

يقول أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر، مهدي بن عبد الله، إن فرنسا في تلك الفترة “قامت بأكبر عملية نفي في تاريخها”.
وفي حديث لـ”أصوات مغاربية” كشف المتحدث أن فرنسا قررت جعل كاليدونيا “أكبر سجن للمقاومين الجزائريين بدأ من إبراهيم بن محمد، الذي كان أول من وطأت قدماه منفى كاليدونيا”
وفي سياق سرده التاريخي، أوضح هذا الجامعي أن موجات النفي إلى كاليدونا توالت منذ ثورة المقراني، مبرزا أن الإحصائيات الرسمية تؤكد أن فرنسا نفت نحو 2166 جزائريا خلال 42 رحلة بين سنتي 1864 و1921.
إلى ذلك، كشف المتحدث نفسه، أن “أغلبية من رحلوا قسرا كانوا من الشباب، ولم يتسن لأحد منهم العودة من منفاه، تاركين وراءهم أجيالا من العائلات المنقطعة عن الأصل”.

شرخ عاطفي

ويتابع الأستاذ مهدي بن عبد الله “في سنة 1897 خصص المنفيون قطعة أرض لتصبح مقبرة للمسلمين هناك، وهي اليوم شاهد على المأساة التي وقعت في حق أجيال من الجزائريين”
ثم يمضي قائلا “أصبحت المقبرة اليوم إلى جانب المسجد الذي شيد بجانبها شاهدا على صفحة من تاريخ الجزائر، ودليلا على جريمة ارتكبت في حق الإنسان هناك”.
أحفاد المنفيين يعدون اليوم بمئات الآلاف، وهم يعيشون شرخا عاطفيا بين الحنين إلى وطن الآباء وواقع مرير يتنكر لهم فرنسيتهم، فهم “أبناء مقاومين لم يرضوا العيش تحت النظام الفرنسي” على حد وصف بن يوسف محمدي، أحد أحفاد المنفيين إلى كاليدونيا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل